رابعاً: وثيقة تاريخية عن القضية الطرابلسية البرقاوية تقدمت بها الجمعية الطرابلسية البرقاوية للمؤتمر الاسلامي في القدس:
بسم الله الرحمن الرحيم
منذ أن أخذ الاوروبيون يشنون الغارة على البلاد الاسلامية بحجة الاستعمار لم تفجع بلاد اسلامية -بعد الاندلس- بمثل مافجعت بطرابلس -برقة، تلك البلاد التي منذ سطا عليها الايطاليون وسيوف نقمتهم لم تبرح اعناق أهلها بدون رحمة ولا شفقة، حتى آلت الى مجزرة بشرية تمثل فيه أفظع الأدوار الهمجية.
لا نريد أن نطيل البحث في مناقشة الوسائل التي تذرعت بها الدولة الايطالية لاحتلال طرابلس- برقة التي لاتربطها بها أية علاقة، ونكتفي هنا بنظرة عامة في تطور القضية الطرابلسية منذ الاحتلال الايطالي الى يومنا هذا، اذ أن المجال لايسمح بسرد جميع الحوادث مفصلة:
لقد أغارت الدولة الايطالية على القطر الطرابلسي - البرقاوي في 5 تشرين الاول سنة 1911م على حين غفلة من أهلها، وكان مع خلوه من المعدات الحربية لم يكن به من الحماية العثمانية سوى ثلاثة آلاف جندي مبعثرين في عدة مناطق. بيد أن سكان تلك البلاد الذين كلهم كتلة عربية- اسلامية واحدة قد فطروا على عزة النفس والاباء ولذلك قاموا في وجوه الغاصبين قومة رجل واحد يدافعون عن أوطانهم ويذودون عن حياتهم بقلوب ملؤها الايمان بالله والاعتماد عليه.
واستمرت الحرب سنة كاملة لم تتمكن من خلالها الجنود الايطالية من التقدم شبراً عن مرمى مدافع اسطولهم، الى أن اضطرت الدولة العثمانية الى عقد صلح مع الايطاليين منحت فيها الطرابلسيين استقلالهم الاداري وسحبت جنودها وهي مرغمة.
وعقب ذلك أخذ الايطاليون يدعون اهالي البلاد الى السكينة ويظهرون لهم حسن النية لخير تلك البلاد فوضعت الحرب اوزارها وألقى اكثر اهالي طرابلس وبرقة السلاح وعادت السيوف الى أغمادها. ولكن رجال الدولة الايطالية ماكادوا