والفضاء بالاحتجاجات وانشروا النشرات وقفوا للحوادث بالمرصاد وانتهزوا الفرصة وفكروا فيما يعود على وطنكم بالنفع؛ فالفكرة الناضجة تكوّن الأمم وتبعث فيها روح اليقظة والانتباه؛ ثم ربوا نشأكم على حب الوطن، والحرية والاستقلال، أرضعوهم هذه المبادئ مع اللبان وانفثوها في صدروهم منذ عهد الصبا ونعومة الاظفار، علموهم مناقب السلف الصالح وأبطال التاريخ والفتح الاسلامي فإنها تبث في نفوسهم علو الهمة وروح الشهامة والمبادئ الوطنية وليكن شعاركم الاستقلال وتخليص وطنكم من الأغلال، وفكروا في الوسائل التي تقربكم من هذه الغاية الشريفة؛ فإن الدولة الايطالية مهما اشتد بها الصلف والغرور إذا رأتنا أمامها أمة ناهضة منتشرة في الآفاق واقفة لها بالمرصاد تحارب الظلم والاستبداد ولا تدين لسنن الاستعمار والاستعباد لابد أن تذعن لمطالبنا الحقة ولميثاقنا القومي الذي عاهدنا الله على تحقيقه ببذل النفس والنفيس والله مع الصابرين) (?).

لقد استطاعت الجمعية أن توسع دائرة نشاطها، وطلبت من شكيب ارسلان في عام 1929م ان يقف معها لما كان بالحجاز، ولبى الأمير شكيب نداء الليبيين وشرع في نشر مخازي ومظالم الطليان في الصحف والمجلات العالمية والعربية وفي نشرات صغيرة حتى يسهل تداولها وحققت مقالات شكيب هدفها وانتبه العالم الاسلامي لما يفعله الطليان في ليبيا بسبب مقالاته الرائعة التي دبجها بقلمه السيال.

واستمرت الجمعية في نشاطها وتوالت نشراتها تصف فظائع الطليان وتحذر الامة من تصديق دعايتهم الكاذبة المغرضة وتسوق الحجج والبراهين والأدلة على انتهاك ابسط حقوق الانسان في ليبيا، وتفننت في ابتكار وسائل عدة لإيصال هذه النشرات الى داخل ليبيا وبذلت جهوداً عظيمة لتوزيع نشراتها في جميع انحاء العالم العربي، لقد نجحت في حرب الاقلام وشاركت في المؤتمر الاسلامي في القدس وعرضت قضيتها وهذا نص الوثيقة التاريخية التي قدمتها:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015