ظنوا بأن وعدوا أنا نصدقهم
وعندنا وعدهم كذباً بلا خجل
لا تيأس ياربوع العز وانتظري
فإن دولتهم من انقص الدول (?)
لقد ضاق المهاجرون ألوان العذاب في المهجر ومع ذلك فقد واصلوا الجهاد وهم في ديار الهجرة حتى ضاقت بهم ايطاليا ضرعاً وبرز من المجاهدين في مصر السيد ادريس السنوسي الذي قال في حقه الجنرال غراسياني: (إذا أردنا أن نقضي مرة واحدة على العصيان يجب ان يغيب ادريس من عالم الوجود فإذا مات هو مات معه التمرد والعصيان، يجب لتحقيق هذا ان نضغط على مصر حتى تسلمه لنا أو نقض المهمة وراء ستار) (?) وأما في بلاد الشام فقد ظهرت جهود بشير السعداوي واضحة العيان، فقد قام مع إخوانه الميامين بصور شتى من صور الجهاد، فقد شمروا عن ساعد الجد والعمل، فتأسست في دمشق في عام 1928م (جمعية الدفاع الطرابلسي والبرقاوي بالشام) وانتخب بشير السعداوي رئيساً لها وكانت هذه الجمعية تضم إليها مجموعة من المجاهدين كسكرتير الجمعية عمر فائق شنيب (بك)، وأمين الصندوق فوزي النقاش ثم عبد الغني الباجقمي، وكامل عياد، وعبد السلام أدهم، والبمباشي طارق، ومحمد ناجي التركي، ومصطفى بن نوح، وأحمد راسم، وابوبكر قدوره، وابو بكر التركي، وخليفة بن شعبان، وعمل هؤلاء الاخوة الابطال جميعاً على إعداد البحوث التي تكشف عن أعمال الطليان وفظائعهم في القطر الليبي، وصاروا ينشرونها في الصحف والجرائد، والمنشورات، واظهر بشير السعداوي نشاطاً واسعاً ونشر بحوثاً مقالات كثيرة، وسار عمر فائق شنيب على نفس المنوال. وفي عام 1929م وضعت الجمعية الميثاق الوطني المشهور للشعب الطرابلسي البرقاوي؛ فنصت المواد على التالي:
المادة الاولى: تأليف حكومة وطنية ذات سيادة قومية لطرابلس وبرقة يراسها زعيم مسلم تختاره الامة.