ثالثاً: وأما المجهاد بشير بك السعداوي فقد قال:

قالوا تحن الى بلاد وأهلها

فاجبتهم هي بغيتي ومرادي

تالله لم أشغف بغير طلالها

ولا منيتي مالت لغير بلادي

في حب هاتيك الديار وأهلها

ذابت حشاشة مهجتي وفؤادي

بالله ياريح الصبا ونسيمه

إن زرت يوماً منزلاً لسعادي

أبسط لها شوقي وفرط صبابتي

وأهدي تحياتي لها وودادي

وأخفض جناح الذل عني وقل لها

أسرفت في هجري وفي ابعادي

حر النوى أوها فؤادي وإنني

متهتك متمزق الاكبادي

مذ غردت بالبين اغربة النوى

من بيننا ماذقت طعم رقادي

أمسى سميري في الدجى بدر السما

والبدر جسم لايجيب منادي

فلطالما ناديت في غسق الدجى

حبي فتذهب صيحتي في وادي

لهفي على تلك الديار وأهلها

قوم لهم في المكرمات اياد

لازلت أصبو بحبهم وودادهم

رغما على انف الزمان العادي (?)

وقال أيضاً:

ياحاد الركب حث السير في عجل

نحو المواطن بين السهل والجبل

وقف بذاك الحمى والاربع الدرس

وجول الطرف الاكام والقلل

الى أن يقول:

عهدي بها وأسود الليل رابضة

حول الكنائس لها غاب من الاسل

واليوم قد أصبحت والذل رائدها

وتشتكي دولة الاوغاد والسفل

قوم أحلو بها لا أصل يردعهم

ولا خلاق سوى الفحشاء والزلل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015