المخلصين من أبناء شعبنا الحريصين على تحكيم شرع الله تعالى، محاربة الهوى وقلع جذوره وأسبابه من النفوس، إن محاربة الأهواء طريق نحو الاجتماع والائتلاف، ونحو الأخذ بأسباب النهوض والتمكين لهذا الدين، إن العلاج الناجع والبلسم الشافي لمن ابتلى بشيء من الهوى، إلزام النفس بالكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح وتربية النفس باستمرار على التقوى والخشية من الله تعالى، واتهام النفس ومحاسبتها دائماً فيما يصدر منها، وعدم الاغترار بأهوائها وتزييناتها وخداعها، والإكثار من النفس على استنصاح الآخرين وتقبل الآراء الصحيحة الصائبة وإن كانت مخالفة لما في النفس، وتعويدها على التريث وعدم الاستعجال في إصدار الأحكام، وإمضاء الأعمال، والحذر من ردود الأفعال التي قد يكون فيها إفراط وتفريط، وغلو أو تقصير، وجهل وبغي وعدوان، وإكثار المرء من الدعاء والتضرع إلى الله تعالى بأن يجنبه اتباع الهوى ومضلات الفتن، ويسأله تعالى أن يوفقه لقول كلمة الحق في الغضب والرضا. ويكثر من الدعاء الذي علمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأمته: (وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب) (?) ومن قوله - صلى الله عليه وسلم -: (اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء) (?).

إن سنة الله ماضية في الأمم والشعوب لاتتبدل ولا تتغير ولاتجامل، وجعل سبحانه وتعالى من أسباب هلاك الأمم والشعوب الاختلاف قال - صلى الله عليه وسلم -: (فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا) وفي رواية فأهلكوا (?).

وعن ابن حبان والحاكم عن ابن مسعود: (فإنما أهلك من كان قبلكم الاختلاف) (?) قال ابن حجر العسقلاني: وفي الحديث والذي قبله الحض على الجماعة والألفة والتحذير من الفرقة والاختلاف (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015