قال محمد فؤاد شكري: إن خروجه كان مؤذناً بأن الثورة قد انتهت فعلاً وأن الأمر قد استتب للطليان في طرابلس أخيراً، وأن برقة وحدها هي التي أصبحت تحمل على عاتقها عبء الجهاد منفردة ضد العدو، وكان والي برقة الجديد بونجيو فاني قد بدأ يحل الأدوار المختلفة في برقة عنوة واقتداراً وتم له ما أراد في الأسبوع الأول من شهر مارس 1923م فحلت الحكومة في 6 مارس معسكرات الأبيار وتكنس وسلنطة، والمخيلي، وعكرمة، وانتهز بونجيوفاني فرصة افتتاح الدورة البرلمانية في اليوم نفسه وهجم في البرلمان على السنوسية وقال: إن السنوسيين كانوا غير مخلصين للحكومة الإيطالية ثم أبلغ سامعيه التدابير التي اتخذها للقضاء على السنوسية، وكانت أولى التدابير احتلال اجدابيا ذاتها في 21 ابريل 1923م وهي مقر الإمارة السنوسية وفي 24 ابريل اعلن الوالي (أن كل الاتفاقات التي أبرمتها إيطاليا مع السنوسية قد أصبحت لاغية ولا أثر لها) (?)

وفي أول مايو من السنة نفسها عاد بونجيوفاني فأكد إلغاء هذه الاتفاقات في منشور أعلن فيه (أن السنوسية قد أصبحت مجرد طريقة تشبه غيرها من الطرق الإسلامية وأن نشاطها يجب أن يظل نشاطاً دينياً محدوداً فحسب، وفي يوم 3 مايو ذهب الدروفاندي الوزير الإيطالي في مصر لمقابلة الأمير محمد ادريس وأبلغه أن الاتفاقات التي عقدتها إيطاليا معه قد أصبحت لاغية، ولا وجود لها يقول الأمير محمد ادريس: (بعد بضعة أشهر من قدومي إلى مصر أبلغني الوزير الإيطالي المفوض في القاهرة بأن حكومة موسوليني ألغت كافة العهود والمواثيق المعقودة مع السنوسيين، وكان ذلك في مايو 1923م وكان الإيطاليون قد ألقوا القبض على عمر باشا الكيخيا بتهمة التواطؤ في هروبي، فحبسوه أولاً في بنغازي ثم نقلوه إلى معتقل في إيطاليا، وبعدها بشهور قلائل علمت أن الحكومة الإيطالية قد طلبت من الحكومة المصرية تسليمي اليها ووعدت بعدم تعريضي لأي أذى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015