والثمرات في شخصي فأخذتها داعياً الله أن يحقق آمال هذه الأمة ويكلل مساعيها كلها بالنجاح. ولما كان اتحاد الوطن وسلامته هما الغاية التي طالما سعيت إليها وجدت من واجبي أن أتلقى طلبكم بالقبول وأن أتحمل المسؤولية العظمى التي رأت الأمة تكليفي بها، فعلي إذن أن أعمل بجد معكم، ولكن لاتنسوا أنني بغير إقدامكم وجدكم لاقدرة لي على شيء. إني أعلم أن الحياة الخالدة هي للأمم لا للأفراد، وكذلك الأعمال العظيمة الباقية هي التي تنصرف إلى صالح الجميع، فلذلك أدعوه سبحانه وتعالى أن يهدينا إلى كل عمل ثمرته للأمة. إذ من حق كل شعب أن يسيطر على شئونه، والناس منذ نشئوا أحراراً. وقد أظهر شعبنا في كل أدواره مقدار محبته للحرية فدفع مهوراً غالية، فلا يصح لأحد أن يطمع في استعباده والاستبداد بشئونه. لقد اشترطتم علي الشورى وهي أساس ديننا، وسأعمل على قاعدتها. هذا وقد رأيت أن أقر الأمور على ماهي عليه حتى تجتمع جمعية وطنية لوضع نظام البلاد، فلذلك أكل إلى الهيئة المركزية لما أبدت من الحمية، والعدل، والدراية أن تستمر على إدارة شئون القطر الطرابلسي، ولي الثقة العظيمة في حكمة رئيسها البطل الحازم أحمد بك المريض ورفقائه والرؤساء الكرام الذين أيدوا مساعي الهيئة الملية أن يتحملوا مشاق المسؤولية بصبر لتثبيت دعائم البناء الوطني الذي شيدوه وأسأله تعالى أن يمد الجميع بعنايته ويثبت الأقدام ويقهر الأعداء ويمن بالنصر الموعود، انه على مايشاء قدير) (?).

حاول مستشار الأمير محمد ادريس عمر منصور الكيحيا أن يوافق بين سياسة الأمير ادريس مع الطليان، وحرصه على وحدة الصف واجتماع الكلمة تحت زعامته، وانعقدت اجتماعات ومناقشات واستمر هذا الميدان مفتوحاً نحو أربعين يوماً ولم يهتد الباحثون إلى الحل المطلوب إلا بمغادرة الأمير محمد ادريس اجدابيا إلى مصر في اليوم الثاني من جمادي الأولى سنة 1341هـ 21 ديسمبر سنة 1922م) (?)، وكان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015