وبعد ذلك حضر وزير المستعمرات الايطالي الى غوط الساس بالقرب من المرج، وألتقى بالأمير محمد ادريس في 22 يونيه 1922م وعمل على اقناع امندولا بضرورة تهدئة الأحوال في طرابلس، وبعد انتهاء المباحثات أرسل الأمير ادريس الى بشير السعداوي وزملاؤه كلا من صالح الأطيوش، والفضيل المهشهش وأحد أبناء الكزة وسلم هؤلاء كتاباً لبشير السعداوي من سمو الأمير أخبره فيه بمقابلته مع وزير المستعمرات في غوط الساس، وبحث القضية الطرابلسية معه؛ وبأن المباحثات قد أسفرت عن إظهار إيطاليا استعدادها للصلح معها، وفضلاً عن ذلك فقد جاء الجماعة بكتاب آخر من الأمير موجهاً الى رئيس هيئة الاصلاح المركزية بهذا المعنى. فبادر بشير السعداوي بأنه يعتزم العودة فوراً الى طرابلس لإتمام البيعة ووعد بالعودة سريعاً الى اجدابية يحمل معه البيعة (?).
وغادر بشير السعداوي برقة الى طرابلس، وبمجرد وصوله الى مصراته اجتمع بالزعماء الطرابلسيين ونادى بالبيعة لسمو الأمير محمد ادريس مستنداً في ذلك الى أنه لاسبيل الى الخلاص البتة إلا بالاتفاق والتعاون ضد العدو الايطالي، وكتب بشير السعداوي نص البيعة بنفسه ثم ذهب بها من مصراته الى مسلاته ثم الى غريان، وهناك كانت هيئة الاصلاح المركزية مجتمعة برئاسة احمد المريض فقرأ عليهم البيعة ووافق هؤلاء عليها بالإجماع ودون مناقشة (?).
وما أن علم الطليان بتلك التطورات ومجيء الوفد الطرابلسي الى اجدابية حتى ثارت ثائرتهم، وأعلمت الحكومة الايطالية الأمير محمد ادريس بأنها لم تتوانى عن مهاجمة إجدابية ذاتها، ولما أدرك الامير ادريس خطورة الموقف بدأ يبذل قصارى جهده لإقناع الحكومة الايطالية، بأن الطرابلسيين ماقصدوا بما فعلوه سوى حقن الدماء وفض خلافهم مع إخوانهم أهل برقة، وأن واجب الحكومة الايطالية يتحتم عليها أن توقف اعتداءاتها على الطرابلسيين فضلاً عن ان كان للامير على حسب