وكانت من مبادئهم المنحرفة الوصول الى أغراضهم بكل وسيلة ولا يجدون في نفوسهم غضاضة اذا كانت اعمالهم مخالفة للانسانية او للحقوق العامة متى كان فيها مصلحة لهم او لبلادهم، ولا يستحون من أن يعلنوا صراحة بأنهم لايعرفون الحرية، ولا يقدسون الحقوق العامة، ولا يحترمون العهود متى كان ذلك ضرورياً لمصلحة ايطاليا (?).
يقول شكيب ارسلان: (لموسوليني خطب كثيرة وكتابات بتوقيعه تؤخذ منها هذه المقاصد بدون إشكال، فلهذا لم تبق في ايطاليا لا حرية قول، ولا حرية كتابة، وكل شيء يصادم إرادة الفاشست فهو ممنوع) (?).
بعد انقطاع مفاوضات فندق الشريف في 10 ابريل سنة 1922م استئنفت الحرب من جديد، وأصبح الطليان يتوغلون في طرابلس، والمجاهدون يتراجعون أمام هجماتهم الشرسة.
فرأى الطرابلسيون ارسال وفد الى الأمير محمد ادريس ليبايعوه بالامارة تنفيذاً لما قررته هيئة الاصلاح المركزية في فندق الشريف، وكان ذلك الوفد يتألف من الشيخ محمد بن حسن، والشيخ محمود المسلاتي، والشيخ طاهر الزاوي، ووصل الوفد اجدابية في شوال عام 1340هـ وقابل الأمير محمد ادريس، وأبلغه الوفد هدفه الذي جاء من أجله، فأعتذر عن الذهاب الى طرابلس لشدة الحر، وانحراف صحته، ووعد بالسفر عندما تتحسن صحته (?).
وحرصت ايطاليا أن تشتشف ماوصل إليه زعماء برقة وطرابلس، فأرسلت أمندولا وزير المستعمرات الايطالية للدخول في مباحثات مع الامير ادريس واشترط الايطاليون قبل الدخول في المباحثات أن يغادر بشير السعداوي ممثل الحكومة الوطنية الطرابلسية اجدابية وكان الأمير ادريس يأمل أن يصل الى ايقاف الحرب بين ايطاليا والطرابلسيين ولذلك طلب من بشير السعداوي وزملاؤه أن يخرجوا الى الطبيل (?).