إن علمه لم يأته من قراءة ليلة بل من سهر الليالي ومعاناة الأيام، فشأن العلماء أنهم لايقفون عند حد في التعلم، بل هم دائمو الطلب، دائبو التعلم (?).

ولابد من التفريق بين العلماء والخطباء والوعاظ إن العالم قد يكون بطبعه قليل الكلام غير قادر على الخطابة، وقد يكون من العوام من هو بليغ اللسان يقلب الألفاظ كيف يشاء.

هذا التفريق مهم جداً في مابين العلماء الراسخين وممن يشتبه بهم، ولذلك لابد أن يقود العمل الاسلامي القادة الربانيون وعلى رأسهم العلماء الراسخون.

إن الشريعة الاسلامية أعطت اعتباراً للعلماء، وبنته على أمرين مهمين:

1 - طاعتهم طاعة لله -عز وجل- ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -، فالتزام أمرهم واجب.

2 - أن طاعتهم ليست مقصودة لذاتها، بل هي تابعة لطاعة الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -.

والادلة على هذه المنزلة، وهذا الاعتبار للعلماء في الشريعة غير منحصرة، فمنها:

قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعو الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} (سورة النساء، آية: 59).

وقد اختلف المفسرون في أولي الأمر منهم على أقوال:

فقيل هم السلاطين وذوو القدرة.

وقيل: هم أهل العلم.

يقول الامام ابن القيم الجوزية -رحمه الله-: (والتحقيق أن الأمراء إنما يطاعون إذا أمروا بمقتضى العلم، فطاعتهم تبع لطاعة العلماء، فإن الطاعة إنما تكون في المعروف وما أوجبه العلم، فكما أن طاعة العلماء تبع لطاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فطاعة الأمراء تبع لطاعة العلماء، فإن الطاعة إنما تكون في المعروف وما أوجبه العلم، فكما أن طاعة العلماء تبع لطاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فطاعة الأمراء تبع لطاعة العلماء، ولما كان قيام الاسلام بطائفتي العلماء والأمراء، وكان الناس لهم تبعاً، كان صلاح العالم بصلاح هاتين الطائفتين، وفساده بفسادهما) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015