إن وضع الثقة في العلماء الربانيين لخطوه مباركة في ترشيد الأمة التي تسعى نحو تحكيم شرع الله والتمكين لدينه.

إن القيادة الربانية، والتي على رأسها العلماء الذين وصلوا الى درجة النظر في فقه الاسلام من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، هم الذين يجب أن يقودوا الأمة نحو مرضات الله.

إن أعداءنا من اليهود، والنصارى، والملاحدة والعلمانيين، أيقنوا أن من أسباب قوة المسلمين التفافهم حول علمائهم وقادتهم، ولذلك شنوا هجوماً عنيفاً من أجل زعزعة ثقة الامة في علمائها وقادتها واستعملوا اساليب متنوعة للتشويه والطعن فيهم؛ لأن العلماء هم الوصلة الحقيقية بين الأمة، وقرآنها، وسنة نبيها - صلى الله عليه وسلم -.

وقد لاحظ الاستعمار الأوروبي الحديث ذلك، وما الثورات التي فجرت الاستعمار إلا بقيادة العلماء، والقادة الربانيين، من المغرب الى المشرق، وفي كل ديار المسلمين ولذلك قام اليهود، والنصارى، والملاحدة بتشويه صورة القادة والعلماء بواسطة المسرح، والتلفاز، والمجلة، الجريدة، والنوادي، والغناء، وكل وسائل الاعلام، وإذا أردت أن تعرف هجومهم الاعلامي ابتداء من العقود الماضية، فلتراجع كتاب المشايخ والاستعمار للاستاذ حسني عثمان، فإنه أجاد.

إن القيادة الحكيمة وهي تسعى لتحكيم شرع الله تعالى، وإقامة دولة الاسلام توقن إقاناً جازماً أن المجتمع لن يكون اسلامياً بجرة قلم، أو بقرار يصدر من ملك، أو رئيس، أو مجلس قيادة، أو برلمان إنما يتحقق ذلك بطريق التدرج، والاعداد، والتهيئة الفكرية، والنفسية، والاخلاقية، والاجتماعية، وإقامة البدائل الاسلامية للأوضاع الجاهلية التي تأسست عليها مؤسسات عدة لأزمنة مديدة.

فهي تعين الهدف، وتوضع الخطة، وتحدد المراحل بوعي وصدق، بحيث تنتقل من مرحلة الى مرحلة بتخطيط، وتنظيم، وإرادة قوية، معتمدة على الله تعالى حتى تصل المسيرة الى مرحلة النهوض الشامل لدولة الاسلام المنشودة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015