على احترام الاجداد للعلماء والفقهاء، وعلى حرصهم على جعل الشريعة الاسلامية هي الدستور للجمهورية مما يؤكد على اجتهاد الليبيين الأصيل وعدم نجاح الغزو الفكري في ذلك الوقت في التأثير على اختيارات المواطنين النابعة من عقيدتهم ودينهم وتراثهم الاسلامي العظيم.

إن من أخطر عوائق النهوض بالامم غياب القيادة الربانية وذلك أن قادة الأمة عصب حياتها، وبمنزلة الرأس من جسدها، فإذا صلح القادة صلحت الأمة، وإذا فسد القادة صار هذا الفساد الى الأمة، ولقد فطن أعداء الاسلام لأهمية القيادة في حياة الأمة الاسلامية، ولذلك حرصوا كل الحرص على ألا يمكنوا القيادات الربانية من امتلاك نواصي الأمور، وأزمة الحكم في الأمة الاسلامية ففي خطة لويس التاسع أوصى بـ (عدم تمكين البلاد الاسلامية والعربية من أن يقوم بها حاكم صالح) كما أوصى بـ (العمل على إفساد أنظمة الحكم في البلاد الاسلامية بالرشوة، والفساد، والنساء، حتى تنفصل القاعدة عن القمة) (?).

إن العمل السياسي عندما يكون خالياً من العلماء الربانيين لاتتحقق ثماره المرجوة، إن العلماء الربانيين هم الذين جعل الله عز وجل عماد الناس عليهم في الفقه، والعلم وأمور الدين والدنيا والعلماء وهم: أئمة الدين، ونالوا هذه المنزلة العظيمة بالاجتهاد، والصبر، واليقين {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون} (سورة السجدة، آية 24).

إن العمل السياسي في بلادنا خالياً من العلماء الربانيين وكأن العالم الرباني والعمل السياسي طرفي نقيض وهذا فهم خاطئ، بل تاريخ الأمة في صراعها بين الحق والباطل، والهدى والظلال، والنور، والظلام، لخير دليل على دور العلماء الربانيين في حركة النهوض.

ولابد من التفريق بين العلماء، والمفكرين، والمثقفين، إن مفكري الأمة لهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015