والانتخابات والاتفاق على إقامة الجمهورية والتعهد بإقامة العدل، يؤكد على أن نظرة المجاهدين للجامع لا تقتصر على اعتباره مكاناً للعبادة فقط، وإنما هو محلاً للعمل السياسي، والنشاط الاجتماعي، والحكم القضائي، كانت مساجد بلادنا عامرة بالنشاطات الشاملة، ونرجو من الله تعالى أن يوفق المسلمين للعمل الدؤوب حتى ترجع المساجد شعلة نور، ومحضن تربية، ومنبراً للدعوة الى الله.
ان المساجد في بلادنا اصبحت في احسن احوالها مقتصرة على اداء الصلوات فيها وجردت من مهامها الاخرى.
إن ماقام به الاجداد من التقاء واجتماع في مسجد المجابرة في مسلاته دليلاً على معرفتهم لوظائف المسجد في الأمة.
لقد كان المسجد في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكان الاجتماع العام الذي كانت جلسات الشورى تعقد فيه، وكان يتم توزيع العطايا، كما كانت التبرعات تجمع للمحتاجين .... الخ.
ومن الأدلة على ذلك:
استشارة النبي - صلى الله عليه وسلم - اصحابه رضي الله عنهم في غزو احد، فقد استشارهم في المسجد بعد صلاة الجمعة، وكان رايه - صلى الله عليه وسلم - أن يبقى المسلمون متحصنين داخل المدينة، لكن الأغلبية من الشباب كانت تفضل ملاقاة المشركين خارج المدينة حتى لايفوتهم اجر الشهادة في سبيل الله الذي فاتهم يوم بدر، وقد فضل النبي - صلى الله عليه وسلم - النزول لرغبتهم اخيراً، فخرج لملاقاة المشركين خارج المدينة (?).
إن الأدلة في هذا المعنى كثيرة ومن أراد التوسع فعليه مراجعة كتاب الدكتور محمد احمد كيف نعيد للمسجد مكانته.
كما أن تشكيل المجلس الشرعي للنظر في قضايا الجمهورية الوليدة، والمخالفات والجنايات بين المواطنين، وتحديد العلماء الذين يشرفون على هذه المهمة لدلالة قاطعة