على بساط البحث، واشترك فيها رمضان بك، وعزام بك، والباروني باشا، والأمير عثمان، ومختار بك كعبار وانتهت نتائج المباحثات بالموافقة على فكرة تأسيس الجمهورية، وأرسلت الدعوة إلى رؤساء القبائل وزعمائها وشيوخها باسم الأمير عثمان لعقد اجتماع عام في مسلاته لإعلان الجمهورية، وفي يوم السبت الثالث عشر من صفر سنة 1337هـ الموافق 16 من نوفمبر سنة 1918م اجتمعت الوفود الطرابلسية في جامع المجابرة بمسلاته، وهو أكبر جامع فيها، وحضر الامير عثمان فؤاد، وأخبر المؤتمرين أن الاستاذ عبد الرحمن عزام بك سيخطب فيهم بالنيابة عنه، وأنه سيتحدث نيابة عنه وطلب منهم الموافقة على ماسيطلبه منهم.

وخطب الاستاذ عزام خطبة مؤثرة حث فيها الناس على وحدة الصف، ونبذ الخلاف، وعلى العمل الجاد للوصول الى استقلال البلاد، وطرد الغزاة ثم طرح عليهم فكرة انشاء حكومة وطنية تتوحد فيها الكلمة وتتولى امور البلاد، وتنظر في شؤون الامة، فلقت الفكرة استجابة من الجميع، واجماعاً بدون خلاف وسميت الجمهورية الطرابلسية (?). واجريت الانتخابات في الحال لاختيار أعضاء الجمهورية، فأسفرت الانتخابات عن الآتي:

أولاً: تشكيل مجلس إدارة الجمهورية:

وكان اعضاء هذا المجلس اربعة من أقوى الزعماء نفوذاً على سكان منطقتهم وهم: سليمان الباروني، احمد بك المريض، رمضان بك السويحلي، عبد النبي بك بالخير، وكان جميع القرارات والأوامر الصادرة من هذا المجلس، تمضي بأسماء الأعضاء، الأربعة، إظهاراً لاتحاد اصحابها وتقوية لاعتمادها بين الناس، وانتخب الى جانب الأربعة مراقباً ومديراً مالياً لمالية الجمهورية، هو زعيم غريان مختار بك كعبار، وكان ذا ثقافة عصرية عالية درسها بالمعاهد التركية، وكان أحد نواب طرابلس في البرلمان العثماني باستانبول، وجعل الاستاذ عبد الرحمن عزام مستشاراً لشؤون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015