صلتها بها. حتى وصلت في آخر عهدها إلى أحط الدركات، وطوى التاريخ صفحاته على مالها وما عليها (?) ولقد تعرضت للدولة العثمانية في كتابي السادس (الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط).
إن لله سبحانه وتعالى سنناً ثابتة في حركة الإنسان في هذا الكون وهذه السنن، كما عرّفنا عليها القرآن الكريم ذات ارتباط وثيق بقضية الإيمان، والكفر والعدل والظلم، وقضايا السلوك الإجتماعي والأخلاقي للمجتمعات البشرية، والذي يحدد لنا اتجاهات السنن الربانية هو القرآن الكريم فهو الذي عرفنا بالخير والشر وبالحق والباطل، والعدل والظلم (?)، وقد بين لنا القرآن الكريم أن الحياة الهادئة المباركة الآمنة لاتكون إلا في ظل الإيمان والتقوى والاستقامة على منهج الله تعالى قال تعالى: {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ... ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون} (الأعراف:96).
وإن الإعراض عن منهج الله وترك العمل بشريعته يؤدي بالأمة إلى مدارك الهلاك وضنك الحياة المادية منها والنفسية، ويرفع التمكين والنصر، وتنزل الهزيمة والخذلان بسبب المعاصي، والذنوب، والكبائر والابتعاد عن صراط الله المستقيم وحبله المتين.
لقد كان لسقوط تركيا في الحرب العالمية الأولى أثر سيئ على حركة الجهاد بطرابلس، وساهم خبر سقوطها في إخماد جذوة الحماس، وبث في قلوب الطرابلسيين الوهن، وأفزعهم كثيراً على مصيرهم المظلم.
وسرعان ما انتشر خبر هزيمة تركيا في مصراته وامتد منها إلى غيرها، فاضطربت أحوال الناس، وهاجت نفوسهم، وتشوشت أفكارهم.
كان لسقوط تركيا سبب رئيسي في ظهور فكرة الجمهورية الطرابلسية وطرحت