فرد عليه السيد محمد أدريس برسالة قال فيها:
( ... وذكرتم نزول عساكرنا بسرت فصحيح ذلك قبل قدومكم، اذا كانت الفتن مشتعلة بين السويحلي وترهونة، فأجبرنا الحال على ان نطفأها بأي كان، قال تعالى: {وإن طائفتان} وذكر الآية، فأرسلنا الجيش ونزل بسرت من دون اذن أحد .. وها نحن امرناهم بأن يقفوا بالقصر.
ونحن لاغرض لنا الا اتحاد الإسلام وتخليص رقاب المسلمين فقط، كما اننا نأمل من جانبكم معاونتنا على اطفاء الفتن .. ونحن وأنتم لا فرق بيننا، كلنا قصدنا شريف ومحارب تحت الراية الاسلامية العثمانية (?).
8 محرم سنة 1335هـ
محمد ادريس بن السيد المهدي
كانت تركيا حريصة على دعم ثورة ليبيا في تلك الايام ولذلك ارسلت الامير عثمان فؤاد قائداً عاماً بدل الباروني في مارس 1918م وكان في صحبته البارون فريد فون توندروف الالماني الذي جاء معه فريق فني لتسيير التلغراف اللاسلكي، وكان الأمير عثمان يحمل لقب (القائد الأعلى للقوات الافريقية) (?).
جاء الأمير عثمان فؤاد إلى مصراته في مارس سنة 1918م لتنفيذ سياسة متفق عليها بين الترك والألمان لتغذية الثورة في طرابلس ضد الطليان، حتى إذا ماوافقوا حاولوا أن تمتد الثورة إلى برقة للإغارة على الإنجليز في مصر مرة ثانية.
وكان مما تنطوي عليه هذه السياسة إحياء فكرة جمهورية شمال إفريقية التي قامت من أجلها ثورة الحامة بتونس عام 1915م، وقد وجدوا من نشاط الطرابلسيين ما شجعهم على المضي في العمل من أجلها.
كان الاستعمار الفرنساوي في شمال إفريقية مضرب المثل في الاستبداد بالمسلمين