أولاً: الدخول في المفاوضات بين محمد ادريس وبريطانيا وايطاليا:
كانت السياسة الانكليزية في مصر ترى محمد ادريس اقرب إليها من احمد الشريف ووصف الوفد الادريسي الذي بعث به الانكليز الى برقة قبيل نشوب الحرب الليبية الانجليزية على حدود مصر الغربية ادريس: (بأنه اكثر اعتدالاً وأشد حزماً وأنه من أشد المعارضين لغزو حدود مصر الغربية والاشتباك في حرب مع الانكليز، لما تنطوي عليه من أخطار، وأنه غادر المسيعيد الى جهة الجبل الاخضر احتجاجاً على سياسة السيد احمد الشريف المائلة الى الترك والألمان والتساهل معهم .... ) وعلى ضوء تلك المعلومات أذن الحكام في مصر للوفد بأن يكاتب ادريس بغية الوصول الى اتفاق معه (?)، والاستفادة من العلاقات القائمة التي كانت تربط الأسرة الادريسية بمصر بالبيت السنوسي لكونها من أبناء وأحفاد أحمد بن ادريس الذي كان شيخاً ومعلماً للسيد السنوسي الكبير في مكة (?).
واستمرت المراسلات بين ابناء البيت الأدريسي ومحمد ادريس السنوسي، وانتهت الى الوصول لاتفاق يقضي بسفر وفد انكليزي وايطالي الى اجدابية لعقد صلح بين الاطراف الثلاثة ينهي الخلافات بينهم (?). وقد أبلغ الانكليز إدريس بصفة رسمية أنهم لن يشرعوا في دخول مفاوضات معه لأجل الصلح إلآ شريطة قبوله فتح باب المفاوضة مع حليفتها إيطاليا، وقد وصل في أواخر سنة 1916م الى الزويتينة وفد من الانكليز والإيطاليين ومعهم من المصريين احمد محمد حسنين أفندي، ومحمد الشريف الادريسي وابنه محمد المرغني، وكانوا جميعاً ضمن الوفد الانكليزي إضافة الى الكولونيل تالبوت الذي له دراية كبيرة بشؤون الشمال الأفريقي، والضابط اللفتنت هسلم.
كان الوفد الانكليزي قد جاء بطريق البحر من القاهرة الى بنغازي للإجتماع