وذلك في منتصف شهر نوفمبر من سنة 1917م، وشنوا هجوماً معاكساً ضد الاتراك، وأعوانهم في سوكنة واستطاعوا تحقيق نصر كبير عليهم، وطردوا القوات التركية الطرابلسية في الجفرة بعد أن خسرت الكثير، وأسرت القوات السنوسية القائمقام التركي برتو توفيق وقامت بشنقه (?).

لقد كانت مواقف الاترك من الحركة السنوسية مشجعة لمحمد ادريس على ضرورة المفاوضة مع الانكليز لا لتدارك المجاعة المهلكة فحسب بل للقضاء على الاتراك الذين سعوا للقضاء على نفوذ السنوسية وإقصائهم من ليبيا وتمكين القيادات الطرابلسية الموالية لهم في البلاد.

إن محمد إدريس فقد الثقة في الأتراك وعمل على إفشال أهدافهم وارسل الى ابن عمه احمد الشريف رسالة يبين له غدر الاتراك به على حد زعمه كانت الرسالة بتاريخ 26 ربيع أول عام 1335هـ (2 يناير 1917م) تساءل فيها ادريس عن ثمرة وعود الأتراك المتكررة عندما أرسل هؤلاء (الباروني ممثلاً لجلالة السلطان في طرابلس وأعطوه أسلحة، وذخيرة وزودوه بمنشورات كثيرة مقدار مايملأ الدنيا منها، بينما أنتم - مخاطباً السيد أحمد- تجاهدون من أجلهم، وهم لايكتفون بعدم الاهتمام بكم بل يغدرونكم بإرسال خائن الى بلادكم ويبذلون له كل مساعدة في الوقت الذي يتحدث فيه فقط وقبل كل شيء عن طرابلس ولا يذكر السنوسية بكلمة واحدة، وفضلاً عن ذلك فإن السيد أحمد - على حد ما جاء في هذه الرسالة- كان يقول دائماً: (إن انور (أخبره) بأن السلطان أصدر فرماناً بتعيينه نائباً عن الخليفة في أفريقيا ولكن ماقيمة هذا الكلام إذا كانت الأقوال تختلف عن الأفعال؟ فإلى متى يجب علينا نحن وأتباعنا أن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه الوعود الباطلة الكثيرة التي سوف تنتهي من غير شك بنتيجة واحدة هي القضاء علينا وعلى أوطاننا، ويالها من كوارث عظيمة تلك التي نزلت بأهل هذا الوطن (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015