في السلوم ومن ثم توجهنا الى امساعد للالتحاق بمعسكر السيد أحمد الشريف، وكانت غيبتي عن برقة استغرقت عاماً كاملاً تقريباً) (?).

إن رحلة محمد ادريس الى الأراضي المقدسة كانت لها أثر عميق في تفكيره حيث احتك بالحكومة المصرية، وبزعيم الثورة العربية الكبرى الشريف حسين، وقادة الانكليز في مصر ولاشك أنه ناقش، وحوار واستمع الى الاطراف المذكورة وتبلورت لديه قناعات مهمة فيما يتعلق بمجريات السياسة الدولية، وبطبيعة الصراع بين الاتراك والانجليز، ورسم لنفسه تصوراً واضحاً يخدم به شعبه ووطنه ومصالح بلاده ولذلك رأى انه ليس من مصلحة الحركة السنوسية الدخول مع الاتراك في حربهم ضد الانكليز وبعد رجوعه من الحج نصح احمد الشريف بعدم الدخول في الحرب مع الاتراك ضد الانكليز، وأعلن رأيه ذلك بصراحة.

رابعاً: محمد ادريس السنوسي في برقة:

بعد ماقرر أحمد الشريف الاشتراك مع الاتراك والألمان ضد بريطانيا على الحدود المصرية الغربية رأى أن يرتب شؤون الإدارة في برقة حتى يتفرغ هو للجهاد، فقسم القطر البرقاوي الى مناطق، وجعل ادريس على منطقة برقة ومركزه في اجدابية على أن يكون تحت إشرافه وفي دفنا محمد هلال، وفي الجبل الاخضر محمد الرضا، وارسل محمد صفي الدين لمنطقة طرابلس، وأما أحمد الشريف فقد ذكرت ما قام به في الحدود المصرية في الجزء الثاني من كتابي عن الحركة السنوسية.

انتقل محمد ادريس من السلوم شرقاً حتى إجدابية غرباً، في أواخر سنة 1915م وكان معه حوالي سبعون مجاهداً من بينهم (جمعة ابو شناك، وسعيد الشامي، والشارف الغرياني، وابراهيم الشلحي، ومحمد أحمد ابوبكر .... ) (?).

وأخذ يتنقل بين القبائل وكتائب الجهاد، فمر بكتائب البراعصة، والعبيدات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015