خاص بالفقراء والمساكين، وكان جميل المعشر، رحيماً باتباعه وخدمه، فيعود مرضاهم بنفس متواضعة ويصفح عن المذنبين منهم مالم يكن الذنب مغضباً لله ولرسوله وكان يميل الى اقتناء جياد الخيل، وله شغف بجمع انواع الاسلحة، وبجمع الكتب خصوصاً ماكانت حديثة، وكان كثير المطالعة، وله قلم سيال اذا كتب، كما كان خطيباً بارعاً يرتجل الخطبة، ويسترسل في المواضيع يتدفق كالسيل الجارف، فلا يتلعثم، ولا يتردد حتى ينتهي من موضوعه مع قوة في اللهجة، وحدة في المنطق وقد تغير صوته القوي الى هدوء بعد المرض الذي اصابه عام 1923م (?)، وكان حريصاً غاية الحرص على وحدة الصف السنوسي أمام أعداء الاسلام، فعندما كان أحمد الشريف يقود كتائب الجهاد ضد فرنسا في السودان الغربي لم يشأ أن يطلب منه أن يتخلى عن الزعامة لصاحبها الشرعي في نظره وفاءً منه للسيد أحمد الشريف الذي كفله بعد وفاة أبيه، ويتجلى حرص محمد ادريس على جمع كلمة المسلمين ولمّ شملهم، وعدم التفرقة عندما اشتدت المحنة وقت ان بدأ الطليان هجموهم الغادر على الأراضي الليبية ورأى بعض الاخوان أن يسندوا الزعامة الى ادريس السنوسي كحق موروث بدلاً من احمد الشريف، فرفض ادريس السنوسي ذلك العرض وبذلك اجتمعت كلمة المجاهدين على أحمد الشريف (?).

لقد رأى محمد ادريس ببعد نظره، وثاقب فكره أن تغيير القيادة في أثناء المعركة ليس من مصلحة حركة الجهاد، ودفع ابن عمه لمواصلة قيادة كتائب الحركة نحو الواجب المقدس.

ثالثاً: رحلة الحج:

وقد ذكر محمد ادريس قصة رحلته الى الحج بنفسه فقال: (في عام 1330هـ الموافق 1912م بلغت سن الرشد في الكفرة، فطلب مني بعض الاخوان السنوسيين بالآصالة عن أنفسهم ونيابة عن غيرهم أن أتسلم مسؤوليات المرحوم والدي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015