في مجلس النواب وعن استقالته الأولى عام 1965م ونقل الكاتب استقالته الثانية قبل انقلاب عام 1969م والتي جاء فيها ( ... والذي اختتم به قولي بأن أوصي الجميع من أبناء وطني بتقوى الله في السر والعلن، وإنكم جميعاً في أرغد عيش وأنعم النعم من الله تبارك وتعالى فاحذروا من أن يصدق عليكم قوله تعالى: {وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بانعم الله فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون} (سورة النحل).

فالله الله مما يغضب الله وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان ولا تفرقوا، قال - صلى الله عليه وسلم -: (لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعوا خياركم فلا يستجاب لهم).

وتحدث الباحث عن نزاهة ملك ليبيا وعفته وكيف كان حاله في تركيا عند حدوث الانقلاب وكيف اعتذر للمسؤول المالي المرافق له عن أخذ ماتبقى من المال وقال له: (يابني أنا بالأمس كنت ملك ليبيا، ولكني لم أعد كذلك اليوم، وبالتالي فإن هذا المال لم يعد من حقي، ويجب أن يسلم الى خزينة الشعب).

ويتحدث الكتاب عن أقوال المؤرخين في الملك السابق وعن وفاته بمصر ودفنه بالبقيع بالمدينة المنورة في مايو عام 1983م.

هذا وقد تركت مايتعلق بالمملكة الليبية بسبب قلة المصادر وندرة الوثائق التي بحوزتي واقتصرت الحديث على الملك ادريس كزعيم وقائد وإني أشعر بضعف المادة التي أمامي فيما يتعلق بتلك الاحداث لأن قضايا ذلك العهد على جانب كبير من الأهمية بالنسبة لملابساتها وآثارها الممتدة الى زمننا الحاضر وخصوصاً وإني قد بحثت في اسباب سقوط المملكة بحثاً دقيقاً وطلبت من رجال عاشوا تلك المرحلة المساهمة في دراسة وتتبع الاسباب التي أدت الى سقوط المملكة الليبية، ولكن التفاعل كان ضعيفاً واعتذر البعض لأسباب أمنية وقد علمت بأن بعض الذين عاصروا تلك الاحداث قد كتبوا مذكرات مهمة في تلك المرحلة وينتظرون الوقت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015