ليحقق لها اختيار الجهة التي ترغب في الارتباط معها. أقول هذا لدول الحلفاء عامة ولدول بريطانيا العظمى خاصة قبل أن يعم الاستياء الذي أخذ يتسرب إلى النفوس وتتبدل وجهات النظر من الاخلاص والمحبة والتعاون النزيه إلى المقت والبغض والمشاكسة ويطغى اليأس فتنعكس الآية ولاينفع الندم، وإن ليبيا رغم قلة عددها وفقدان عدادها ومعرفتها بأنها لاتقوى على مقاومة الدول العظمى مع أنها جربت في حرب إيطاليا تفضل أن تضرب يومياً بألف بل بمليون قنبلة ذرية حتى ينقطع فيها النسل والذرية على أن يطأ أرضها إيطالي أو أن تمس كرامتها أو ينتقص شيء من حريتها واستقلالها وحقها في الحياة أو يقرر مصيرها الغير بدون ارادتها وهي علمت الشعوب معنى التضحية في سبيل الحرية والاستقلال من سنة 1911م إلى يومنا هذا والتاريخ شاهد عدل ... ).
ويتحدث الكتاب عن الجمعيات التي أسست خارج ليبيا، وعن حل الأحزاب وانشاء المؤتمر الوطني في برقة واضطراب الأحزاب في طرابلس، ويأتي بنص قرار الأمم المتحدة بشأن ليبيا، وبأسماء اللجنة التحضيرية المختصة بالإعداد للجمعية الوطنية، وبأسماء الجمعية الوطنية التأسيسية والتي عرفت بلجنة الستين، ويجد القارئ نص مبايعة الجمعية الوطنية التأسيسية للأمير ادريس السنوسي ملكاً دستورياً للمملكة الليبية المتحدة عام 1950م، ونص الخطاب التاريخي الذي ألقاه الملك بمناسبة اعلان استقلال ليبيا يوم 24 ديسمبر 1951م، وقصيدة الاستقلال للشاعر أحمد رفيق المهدوي، وتعرض الكاتب في هذا الكتاب لإهتمامات الملك، فتحدث عن اهتمامه بالدين والعلم والأخلاق، وحبه للشعب وحب الشعب له، ونصحه لزعماء العرب، وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، وعن أدب العبارة في خطاباته وسمو معانيها وتواضعها الجم والدعوة إلى الخير والتقوى، واهتمامه بالثورة الجزائرية، وحديثه عن الوحدة العربية وحالة العرب، وعن مفهوم الأخوة الإسلامية والعروبة عند الملك، وعن نظرته للعمل الإصلاحي، وعن الزعيم الأساسي الذي يؤسس حكومة راسخة البنيان، وعن مكانة الصحافة في زمن الملك، وحرية الكلمة