فلطالما ناديت في غسق الدجى
حبي فتذهب صيحتي في وادي
لهفي على تلك الديار وأهلها
قوم لهم في المكرمات اياد
لازلت أصبو بحبهم وودادهم
رغما على أنف الزمان العادي
ويبين الكتاب جهود المهاجرين في ديار المهجر حتى ضاقت بهم إيطاليا ويجد القارئ وثيقة تاريخية مهمة قامت بإعدادها الجمعية الطرابلسية البرقاوية وقدمتها كورقة عمل للمؤتمر الإسلامي في القدس عام 1931م.
ويقف الباحث عند الحرب العالمية الثانية ويتحدث عن كونها آية من آيات الله في تصريف أمر الدول والشعوب والأمم وفق سننه وقوانينه في المجتمعات البشرية ومن السنن التي وقف عندها الكاتب، أنه عندما تتجبر أمة من الأمم وتعلو في الأرض ويصيبها البطر والكبرياء يهيأ الله لها أسباب الانهيار والزوال، كما يكون الزوال والانهيار بفشو الظلم، وعدم إقامة العدل.
ويتحدث الكتاب عن الأمير ادريس في مصر وعن دوره في جمع زعماء ليبيا والتشاور معهم ودراسة احتمالات الموقف ووضع الخطط التي يجب أن يسيروا عليها، وعن جهوده العظيمة في تكوين الجيش السنوسي الذي كان له أثر فعّال في الحرب العالمية الثانية في شرق ليبيا، وكيف ساهم ذلك الجيش في إخراج الطليان من بلادنا؟ ويتكلم الكاتب عن اعتراض الليبيين عن موقف الدول الكبرى وخصوصاً بريطانيا من قضيتهم العادلة بعد الحرب العالمية الثانية ويأتي بوثيقة تاريخية كتبها عمر فائق شنيب عام 1945م وكان عنوان المقالة (ليبيا مهد البطولة) وجاء فيها ... وبصفتي أحد قادة الحركة الوطنية وعضو الجمعية الوطنية التي ارتبطت مع بريطانيا يوم 9 أغسطس 1940م اصرح بأن الوضع الحالي في ليبيا شاذ لايتناسب في شيء مع العدل والإنصاف ولا مع وعود الحلفاء بأي وجه كان، بل أن مايعانيه الشعب الليبي اليوم لايختلف عن الاستعمار البغيض وأن الشعب الليبي يتطلب إقامة حكومة وطنية شرعية تحت إدارة أميره المطاع (إدريس السنوسي) بأسرع ما يمكن