والقدر في نفس ذلك الشيخ الجليل، وعن عزة الايمان التي كان يتحدث بها في لقائه مع الجنرال غراسياني وأثناء المحكمة وكيف كان يقاد الى المشنقة وهو يتلوا قول الله تعالى: {يأيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي} (سورة الفجر).

إن هذا الكتاب يثبت بالحقائق التاريخية أن حياة عمر المختار مدرسة تستحق الدراسة والبحث في جوانب متعددة في شخصيته العلمية والدعوية والجهادية وصفاته الخلقية الرفيعة.

ويوضح الكتاب أحوال ليبيا بعد استشهاد عمر المختار، وعن مصير حركة الجهاد التي قادها يوسف بورحيل والمجاهدين، وعن اضطهاد واستعباد الإيطاليين لمسلمي ليبيا بعد القضاء على الحركة.

ويصف الكتاب أحوال المهاجرين الليبيين في مصر والشام وتونس ويدون للأجيال بعض القصائد الرائعة التي نظمها الأجداد شوقاً وحباً لديارهم كالتي قالها الأستاذ بشير السعداوي رحمه الله:

قالوا تحن إلى البلاد وأهلها

فأجبتهم هي بغيتي ومرادي

تالله لم أشغف بغير طلالها

ولامنيتي مالت لغير بلادي

في حب هاتيك الديار وأهلها

ذابت حشاشة مهجتي وفؤادي

بالله يا ريح الصبا ونسيمه

إن زرت يوماً منزلاً لسعادي

أبسط لها شوقي وفرط صبابتي

وأهدي تحياتي لها وودادي

وأخفض جناح الذل عني وقل لها

أسرفت في هجري وفي ابعادي

حر النوى أوها فؤادي وإنني

متهك متمزق الأكبادي

مذ غردت بالبين اغربة النوى

من بيننا ماذاقت طعم رقادي

أمسى سميري في الدجى بدر السما

والبدر جسم لايجيب منادي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015