الخاضعين لهم عن المجاهدين وأدخلهم المعتقلات الرهيبة، فيجد القارئ في هذا الكتاب حقيقة تلك المعتقلات.
وتحدث الكتاب عن عمر المختار كقائد عسكري له القدرة على تغيير خططه وتطوير اساليبه القتالية مع ما يتمشى مع المراحل التي يخوضها حتى أن عدوه غراسياني اعترف بذلك فقال: (بالرغم من أبعاد النواجع والسكان الخاضعين لحكمنا يستمر عمر المختار في المقاومة بشدة ويلاحق قواتنا في كل مكان).
وقال أيضاً: (عمر المختار قبل كل شيء لن يسلم أبداً لان طريقته في القتال ليست كالقادة الآخرين فهو بطل في إفساد الخطط وسرعت التنقل بحيث لايمكن تحديد موقعه لتسديد الضربات له ولجنوده، ... عمر المختار يكافح ... الى أبعد حد لدرجة العجز ثم يغير خطته ويسعى دائماً للحصول على أي تقدم مهما كان ضئيلاً بحيث يتمكن من رفع الروح العسكرية مادياً ومعنوياً حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً وهنا يسلم امره لله كمسلم مخلص لدينه).
ويتعرض الكتاب للأسلاك الشائكة التي مدها الايطاليون على طول الحدود الليبية المصرية مايزيد عن 300كم من البحر المتوسط الى مابعد الجغبوب بغية القضاء على حركة الجهاد التي كان يقودها المختار، ويجد القارئ الكريم في هذا الكتاب تفصيلاً دقيقاً موثقاً عن الاعمال الشنيعة القبيحة والمزرية والحاقدة التي قام بها الايطاليون ضد الليبيين عندما احتلوا الكفرة العاصمة السنوسية الشهيرة، وكيف اهتز العالم الاسلامي لتلك الاحداث؟ وكيف كان دور الصحافة الاسلامية؟ ويبين للقارئ الكريم وثائق تاريخية مهمة بقلم شكيب ارسلان، وجمعية الشبان المسلمين بمصر وقد وقعّ عليها محمد رشيد رضا صاحب مجلة المنار الاسلامية، وتقي الدين الهلالي، الاستاذ الاول للآداب العربية بندوة العلماء بالهند وغيرهم.
ويمضي الكتاب مع عمر المختار حتى الايام الأخيرة من حياته، فيصف اللقاء الشهير الذي تم بين محمد اسد وعمر المختار وكيف وقع المختار في الأسر؟ ويتحدث عن مواقفه في داخل السجن التي تدل على سلامة العقيدة، ورسوخ مفهوم القضاء