ومعاركه الاولى ضدها، وسفره الى مصر للتنسيق مع الأمير ادريس في أمور البلاد والقبائل واستمرارية الجهاد، ويعيش القارئ الكريم مع عمر المختار في معاركه التي خاضها كمعركة بئر الغبي، وعقيرة الدم، وعن وسائله في تموين المجاهدين، وعن تشكيلاته وخططه وقيادته لحرب العصابات التي أصبحت مَعْلَماً لمن جاء بعده من قيادات حركة التحرير.

ويتحدث الكتاب عن فقد عمر المختار لكبار المجاهدين وآثار ذلك على مشاعره واحاسيسه وموقفه من تلك الصدمات المتكررة، كاستشهاد أخيه في الدين حسين الجويفي البرعصي، وابن اخيه المختار بن محمد وعن حرصه للشهادة وأخلاصه لقضية الجهاد، وعزيمته النافذة، وصبره العظيم، وحكمته في القيادة، وفهمه للأمور ببصيرته النافذة ونظره البعيد.

ويوضح الكتاب حرص إيطاليا في دخول المفاوضات مع عمر المختار لكسب الوقت، وتفريق المجاهدين وكيف كان عمر المختار منتبهاً لأغراضهم الخبيثة؟ فكان في تلك المفاوضات واسع الأفق بعيد النظر، فاتخذ مواقف صحيحة وقوية فرضت الاحترام على اعدائه قبل اصدقائه.

ويبين الكتاب حقيقة الجنرال غراسياني الذي كان عند قومه معظماً ومقدماً والذي اسندت إليه الحكومة الايطالية بزعامة الدوتشي (موسليني) مهمة القضاء المبرم على حركة الجهاد مهما كلف ذلك بكل الطرق وكافة الوسائل، ولذلك أنشأ المحكمة الطائرة التي كانت تحكم على الأهالي بالموت وتصادر الاملاك لأقل شبهة وتمنحها للمرتزقة الفاشيست، فكانت تلك المحاكم تنعقد بصورة سريعة وتصدر احكامها وتنفذ في دقائق بحضور المحكمة نفسها لتتأكد من التنفيذ قبل أن تغادر الموقع الذي انعقدت فيه لتنعقد في نفس اليوم بموقع آخر، وفتحت أبوب السجون في كل مدينة وقرية ببرقة ونصبت أعواد المشانق في كل من العقيلة وإجدابية، وبنغازي، وسلوق، والمرج، وشحات، ودرنة، وعين الغزالة، وطبرق، ولأتفه شبهة وأقل فرية يصدر حكم الاعدام وينفذ شنقاً أو رمياً بالرصاص، وقام الجنرال غراسياني بعزل الاهالي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015