- أدركت ايطاليا عجزها عن اتمام احتلال بقية ليبيا، ولذلك قررت أن تهاجم الدولة العثمانية في مراكزها الضعيفة لترغمها في الدخول في المفاوضات للوصول الى تخلي تركيا عن دعمها لليبيا ونجحت في ذلك.
- كان موقف احمد الشريف واضحاً قبل توقيع الصلح بين ايطاليا وتركيا، فقد بعث الى أنور باشا في درنة يذكر فيه ماوصله من ان الدولة تعتزم إعطاء ليبيا الى إيطاليا فقد جاء في رسالته: (نحن والصلح على طرفي نقيض، ولا نقبل صلحاً بوجه من الوجوه) إذا كان ثمن الصلح تسليم البلاد الى العدو، وزيادة وحذره مما سوف يحدثه قبول الصلح في نفوس المسلمين في جميع الاقطار من نفور شديد من الدولة العثمانية.
- قامت الدولة العثمانية بتنفيذ معاهدة أوشي، فأصدرت أوامرها لضباطها وجنودها في ليبيا للانسحاب.
- تولى القيادة الفعلية لحركة الجهاد بعد خروج أنور باشا احمد الشريف الذي بذل كل جهوده لتنظيم حركة الجهاد بعد انسحاب الاتراك، وكتب منشوراً الى مشايخ الزوايا والقبائل يعلن فيه استمرارية مواصلة الجهاد، وطلب من كل مسلم من سن الرابعة عشر حتى الخامسة والستين أن يذهب الى ميدان الجهاد مزوداً بمؤونته وسلاحه.
- عزم الايطاليون على سحق قوات احمد الشريف، فدبروا تنظيم حملة قوية قوامها خمسة آلاف جندي مسلح، تسليحاً حديثاً لضرب معسكري المجاهدين في سيدي عزيز، وسيدي القرباع على ضفتي وادي درنه وفي اليوم الذي وصل فيه احمد الشريف الى منطقة الظهر الاحمر جرت معركة مهولة عرفت باسم سيدي القرباع، واشتهرت باسم (يوم الجمعة) وقد تمكن المجاهدون بفضل الله من تحقيق الانتصار الحاسم في تلك المعركة.
- بعد تلك المعركة شرع احمد الشريف في جولات تفتيشية ابتدأت من الغريان وانتهت بجدابية، فمر بجميع معسكرات الجبل الاخضر، وفتشها واطلع على سير الامور فيها، ورتب امور الضباط، ونظم المجالس الاستشارية المعسكرات،