الانتقال نحو الجنوب وفق خطوات مرسومة، ومراحل معلومة لدى قادة الحركة، وتقرر لدى محمد المهدي الانتقال من الجغبوب الى الكفرة، وشرع في تنفيذ القرار الاستراتيجي بسرعة البرق، فجمعت الابل الكافية للنقل، وخبراء الطريق، والامتعة الضرورية.
- كان قرار انتقال الامام المهدي الى الكفرة مفاجأة لأهالي ليبيا واهتزت البلاد من أقصاها الى أقصاها وترك أثراً حزيناً أليماً في النفوس.
- تولى المهدي السنوسي تصريف أمور الحركة من الكفرة، فعجت بالحركة وأصبح اتباع الحركة يقدمون إليها من كل حدب وصوب، حتى ضاقت بهم مساكنها.
- تأثر محمد المهدي بوفاة أخيه محمد الشريف الذي كان عالماً ربانياً، ومستشاراً عبقرياً، وكان مشرفاً على معهد الجغبوب، وقد تميز بغزارة العلم ودقة الفهم، والقدرة على التدريس.
- استطاعت الحركة السنوسية أن تفجر طاقات الشعراء وأضفت عليهم معاني في الصدق، والمثل الرفيعة، ومبادئ الدعوة، وكونت أدباً رفيعاً خاصاً بها، يستحق البحث والتنقيب، والدراسة والتحليل.
- بعد أربع سنوات من المكوث في الكفرة شد المهدي رحاله الى زاوية قرو في برقو في السودان الغربي، ليشرف بنفسه على تنظيم المقاومة، واتخاذ الأهبة لمواجهة القوات الفرنسية الزاحفة نحو بحيرة تشاد.
- تقدم الفرنسيون نحو كانم في حملة مجهزة بالاسلحة والمعدات الحديثة، واستعد السنوسيون لملاقاتهم فوضعوا حامية كبيرة في بير العلالي، واشتبكت الحملة في معركة حامية الوطيس مع الاخوان السنوسيين، وكان النصر حليف المدافعين برئاسة الشيخ محمد البراني.
- استمرت المعارك بين قوات المجاهدين والجيش الفرنسي، واضطر المجاهدون تحت وابل الرصاص للانسحاب بعد ان قتلوا من الجيش الفرنسي اضعاف مضاعفة وفي هذا الاثناء وصل الى المجاهدين خبر وفاة الامام المهدي، فخارت العزائم،