الاسلامي العام في القدس الشريف، ستكون هذه الصلاة ممتازة بمعنى لم يسبق لها نظير في مثيلاتها من صلاة الغائب التي يقيمها المسلمون في بعض الاقطار عندما يموت عظيم من عظماء الاسلام في علمه الواسع وعمله النافع، لا باتصاف السيد السنوسي بشرف الحسب ولا باشتهاره بالصلاح والتقوى، ولا بمكانه المعروف في العلم والعمل والارشاد والاصلاح، والبر والاحسان، ولا بالجاه العريض الذي ناله بتقليده سيف البيعة للسلطان محمد الخامس، وانعام السلطان عليه بلقب الوزارة والنيشان المرصع، فكان أول عالم مرشد معهم تحلى بها، كما تقدم آنفاً؛ بل تمتاز هذه الصلاة على هذا الرجل العظيم بعمل له هو الذي تم به كماله وهوالجهاد بماله، ونفسه في سبيل الله دفاعاً عن دينه، وقومه، ووطنه، وبما آل إليه أمره من جراء هذا الجهاد من هجرته الاولى الى بلاد الترك، ثم اخراجه منها وتعذر رجوعه الى وطنه، وتعذر اقامته في سورية، ومصر وفي كل قطر اسلامي خاضع لنفوذ الدول الاستعمارية الثلاثة المحاربة للاسلام المستذلة للمسلمين، وقد قاتلها كلها في سبيل الله، حتى لجأ أخيراً الى مهد الاسلام في حرم الله، وحرم رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ومات بجوار جده صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، فبهذا كله صار للصلاة عليه معنى لم يسبق

لغيره من عظماء الاسلام المعاصرين (?).

هذا وقد أبنه الشاعر الكبير الاستاذ احمد محرم المصري بقصيدة قال فيها:

هتف النعى فما ملكت بياني

ليت النعى الى الامام نعاني

فزع الحيطم وراع يثرب عاصف

للموت ضج لهوله الحرمان

سهم أصاب المسلمين وجال في

كبد الهدى وحشاشة الايمان

جرح الائمة واستمر فما ارعوى

حتى استباح مقاتل الفرسان

ذهب الامام يقيم حائط دينه

ويراه انفع مايقيم الباني

ذهب المجاهد يشتري لبلاده

عز الحياة باشرف الأثمان (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015