الدينية ووقف يدافع عن وطنه ودينه مثيراً روح العزم والقوة في أنفس العربان ثم انظم الى الاتراك ضد الايطاليين إلا أن تركيا اشتغلت بالحرب البلقانية الثانية سنة 1911م، فضل الفقيد يناضل وحده في الميدان، وصمد به مايزيد عن ثلاث سنوات استطاع خلالها بجلده، ومضاء عزمه، ويقينه مع قواته القليلة أن يقهر القوات الايطالية المنظمة الكبيرة، ويلحق بها الهزائم والخسائر حتى أرغم إيطاليا على طلب الصلح معه على يد الخديوي السابق عباس حلمي، فرفضه قائلاً إني لا أصالح أبداً دولة مسيحية على شبر من أرض للمسلمين، واستمر في جهاده المستميت الى آخر سني الحرب العالمية، حيث سافر الى تركيا، وعرضت عليه الخلافة الاسلامية، فرفضها ... وبعد أن وضعت الحرب أوزارها ألتجأ الى بلاد الحجاز، وضل فيها اربعة عشر عاماً بعيداً عن وطنه محتفظاً بإيمانه وتقشفه، ووطنيته الى أن لبى نداء ربه وله في القلوب أفعم الذكريات ... ) (?).
أعلنت إيطاليا وفاة السيد أحمد الشريف على لسان وزير مستعمراتها وقتذاك الجنرال دى بونو داخل قاعة المجلس الفاشيستي المنعقد حينذاك فقال: مات السيد أحمد الشريف السنوسي بالحجاز، متأثراً بالشلل، وبموته ماتت جميع مخاوفنا في افريقيا وقال أيضاً مامعناه أن موت هذا الرجل العدو اللدود لنا يجعلنا نطمئن لجميع أعمالنا، ومقاصدنا الدينية في شمال أفريقيا، وقد كتبت أكثر الصحف الايطالية يومية كانت أو اسبوعية في فصول عقدتها حول تصدع ذلكم الصرح العظيم (?).
شكيب ارسلان يأبنّ أحمد الشريف في عنوان كبير بقية السلف الصالح وخاتمة المجاهدين:
لم يشعر بالخوف قلبي فيما عدا المصائب التي رزئت بها في أفراد عائلتي ما