جميل، وأما موضوع الوطن وأهله، فأنتم أدرى به، ولن نشغلكم ثانياً إن شاء الله، نرجو الله أن يقدر للجميع مافيه الخير والنصر والتوفيق (?).
ثم توجه أحمد الشريف الى مكة وأدى مناسك العمرة ثم أدى مناسك الحج ثم رجع الى المدينة، وكان يتصل بأهل ليبيا عن طريق الحجاج ويجمع لهم الأموال والمساعدات ويقوم بتوجيهم خير قيام.
أخذ أحمد الشريف بعد وصوله للحجاز يتنقل بين المدينة المنورة، ومكة المكرمة وإذا بداعي الموت يناديه في تمام الساعة الثامنة من يوم الجمعة 13 ذي القعدة سنة 1351هـ الموافق العاشر من شهر مارس سنة 1933م في الزاوية السنوسية في المدينة المنورة (?) أثر مرض عضال لم يمهله، ودفن في مقبرة البقيع قرب قبر الامام مالك بن أنس إمام دار الهجرة (?)، بعد أن عاش أحدى وستين سنة قضاها في خدمة الاسلام والمسلمين، ورفع شأن الدين، ومجاهدة الكافرين الغاصبين في شتى الميادين، فعليه وعلى أمثاله الرحمة والمغفرة والرضوان من رب العالمين وأعلى الله ذكره في المصلحين.
نشر بمجلة اللطائف المصورة بعدد 20945مارس سنة 1933م مايلي:
يوم 11 الجاري نعت برقيات الحجاز السيد أحمد الشريف السنوسي الكبير؛ فكان لنعيه رنة حزن مرير اعادت الى الاذهان تلك الجهود الجبارة، والتضحيات الغالية التي بذلها هذا الفقيد العظيم في نشر الاسلام، وتثقيف أهل البيد، ومكافحة الاستعمار الايطالي سنوات عديدة، قضاها أرسخ مايكون ثباتاً وإيماناً؛ فقد كان للفقيد نفوذ روحي عجيب استطاع به أن يعمم دعوته في احشاء الصحراء وشمال أفريقيا، وأعمال السودان، ولما اغارت ايطاليا على طرابلس منذ ربع قرن ثارت نخوته الوطنية