في عام 1346هـ أراد احمد الشريف أن يحج بيت الله الحرام في ذلك العام، فأهل من ذي الحليفة وعند وصوله الى جدة، وجد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود بها نازلاً في بيت أحد وجهاء جدة المسمى الشيخ محمد حسين نصيف، وزار أحمد الشريف الملك عبد العزيز، وطلب الملك منه البقاء في جدة، لمدة يومين لأمر خاص وتم اللقاء بين الملك عبد العزيز وأحمد الشريف وكان المقصود من هذا الاجتماع هو التفاهم والمباحثة، لايجاد طريق لحل مسألة الحرب القائمة في برقة، وعرض عليه فتح باب المفاوضات مع الحكومة الايطالية، وعقد هدنة على شروط تعودون بموجبها الى وطنكم وتتداركون البقية الباقية من اهله المتعبين وقال الملك عبد العزيز: إن أهل وطنكم في ذمتكم ويحتاجون الى تفكيركم في راحتهم، وتداركهم قبل القضاء عليهم، وهما مهما يقاومون فلابد أن يكلوا لأن هذه الحكومة قوية قائمة ولديها مايحتاجون من لوازم الحرب، وعقد الهدنة معها يجعل لكم فرصة تجتمعون خلالها بأهل وطنكم وتلمون شتاتهم، وترتبون أموركم على حسب ما تستطيعون من مصالحة او محاربة فيما بعد، وهذا الذي دعاني الى طلبكم فأجاب أحمد الشريف: صدقتم في كل ماقلتم ولكن ياحضرة الملك الحكومة الايطالية، غادرة وماكرة ولا عهد لها، ولا ذمة، وإذا كانت صادقة في رغابتها فعندها أهل الوطن، وهم المحاربون لها، وأمامها الأمير السيد محمد ادريس المهدي السنوسي عرفته وعرفها، وهو ينوب عني وعن أهل الوطن فتتفاهم معه، وهو أهون لها مني وألين، أما أنا مادمت خارجاً عن الوطن بعيداً عنه فلن نساوم فيه، وحكومة ايطاليا تريد أن تحكم الوطن باسمي نظير اغرائها باموالها ووعودها الخلابة، وأنا أريد تخليص الوطن منها كلياً، كما سيكون ان شاء الله عاجلاً او آجلاً، ولذلك ارجو أن تتموا احسانكم لي، وتساعدوني على هجرتي، واعفائي من ألاعيب إيطاليا، وعدم انشغالكم وإنشغالي بما لايأتي بنتيجة، فقال الملك عبد العزيز -رحمه الله- أما
مساعدتكم على هجرتكم فهذا حاصل إن شاء الله، ولا لنا فيه