الخبر لأحمد الشريف خرّ ساجداً لله تعالى يحمده، ويشكره على هذا الغوث الرباني، والمدد الالهي ثم رفع رأسه، ورفع يديه الى السماء وقال فرجت علينا ياشكيب فرج الله عنك كرب الدنيا والآخرة، وساعدتنا في محنتنا ساعدك الله على أمور دينك ودنياك، ودعوات كثيرة نالها شكيب ارسلان بسبب ارسال ذلك المبلغ ووصوله في الوقت الحرج.

قال تعالى: "ومن يتقي الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب - ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدراً" (سورة الطلاق، آية).

وتحركت الرحلة الى الحجاز عن طريق نجد، وكانت عناية الله وحفظه ورعايته محيطة به، ووصل الى منطقة الجوف (دومة الجندل)، وظن أهل المنطقة إنهم أعداء فألقوا القبض عليهم، وبعد أن عرف أميرهم عبد الله بن عقيل إن الذي أمامه أحمد الشريف السنوسي صاحب الجهاد في برقة وطرابلس، وأنه يقصد حج بيت الله الحرام ثم زيارة الملك عبد العزيز بن سعود، فارتمى عليه الرجل وعانقه ورحب به، واعتذر لسيادته، واحسن نزله وأرسل الى الملك عبد العزيز فرد عليهم، بإكرامه واحترامه وارجاع السيارت الى محلها لأن هذا من إكرام أحمد الشريف لأن الأمير عبد الله بن عقيل فكر في إحراقها، وكانت هذه السيارات هي أول سيارات تشق هذا الطريق وتقطع هذه الصحراء العظيمة، وكان قد أشيع أن أحمد الشريف مات في الصحراء هو ومن معه، ونهبتهم الأعراب، ولم ينفي هذه الاشاعات إلا رجوع السيارات الى دمشق واستمر في رحلته حتى وصل مكة واعتمر ثم جاءه وفد الملك عبد العزيز ثم سافر الى جدة وألتقى بالملك عبد العزيز فأكرمه واحسن نزله، وأصبح في ضيافته، وقدم خدمات عظيمة للاصلاح بين القبائل وتوحيدها تحت زعامة الملك عبد العزيز الذي كان يحارب الحسين بن علي في جدة، وأصبح أحمد الشريف يتردد بين مكة والمدينة في ضيافة الملك عبد العزيز (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015