واشتد ضغط الحكومة الفرنسية على سيادة السيد أحمد الشريف للخروج من سورية، فطلب مقابلة القنصل الانكليزي بدمشق فقدم الى سيادته وبعد مقابلة المجاملة قال له إني أريد الخروج من سوريا الى الحجاز عن طريق شرق الاردن، فقال القنصل: الحكومة الانكليزية لاتوافق؛ فقال له: إذاً إلى العراق، فقال له أيضاً لاتوافق، فقال له الى مصر، فقال له ملك مصر لايوافق، فقال له الى اليمن أو الهند أو السودان، فقال له لانوافق وكل بلد يعتليه العلم البريطاني لايمكن أن تدخلونه، فغضب أحمد الشريف، واشتاط غضباً وقال للقنصل: (إذاً مفايتح الدنيا كلها بيد الانكليز؟ أليس الأرض كلها لله وأن الأمر بيده ثم قال له أما أنا؛ فسيجعل الله لي فرجاً ومخرجاً وإما الحكومة البريطانية والله ثم والله سيأتي يوم تندم فيه على هذا التصرف (?)، وستخسر كل ماتحت يدها من الممالك، وستندم ولاينفعها الندم) فقال القنصل كالمستهزئ عندكم طريق نجد، فقال له نعرفها ولا حاجة لدلالتكم، فغضب القنصل وخرج محمر الوجه (?).
يقول عبد القادر بن علي بعد فترة من الزمن: وهاهو اليوم تحقق ماأقسم عليه سيادته، فقد خرج العراق وشرق الاردن، والهند، ومصر، والسودان، ... وغيرها من يد الانكليز (?).
واتصل سعيد الجزائري بمندوب الملك عبد العزيز في دمشق الشيخ عبد العزيز الشقيحي، وعرض عليه رغبة السيد أحمد الشريف للحجاز واتصل مندوب الملك، وجاء الرد بالموافقة، وبدأت الرحلة الى الحجاز عن طريق اراضي نجد، تأخذ وضعها للاستعداد وأعدوا ثلاث سيارات مع ثلاث خبراء بمبلغ 270 جنيه ذهب، ولم يكن هذا المبلغ متوفراً وضايقته السلطات الفرنسية وهددته، بإرجاعه الى تركيا وعندما ضاق الأمر، واشتدت الكربة جاء فرج الله وكان السبب الأمير شكيب ارسلان الذي أرسل للسيد أحمد الشريف 400 جنيه استرليني اهداها الشيخ جاسم بن ابراهيم احد تجار اللؤلؤ بمباي (قد جعل الله لكل شيء قدرا)؛ فعندما جاء