والهجوم المعاكس على العدو، ورتب الجبهة وفي الصباح اليوم الذي قرر فيه بدء الهجوم جمع القادة يتقدمهم رئيس اركان حربه فوزي باشا، وعصمت باشا، ورأفت باشا، وغيرهم ثم لبس البرنوس المرسل له من السيد احمد الشريف، وتقلد السيف، وعلق المصحف الشريف ثم تقدم وصلي بهؤلاء القادة ركعتين بحضور محمد عبد الله الزوي، وتضرعوا الى الله وطلبوا منه العون والنصر ثم اطلق مصطفى كمال من يده رصاصة الهجوم وبدأت معركة الاستماتة، ودامت ثلاثة أيام بلياليها، فني خلالها ماينوف على العشرين الفاً من الاتراك، ومايزيد على الثلاثين ألفاً من اليونان، واختلت في نهايتها مقدمة جيش اليونان، وولت فلوله على أعقابها وتعقبتها الجيوش الكمالية، وكان ذلك بداية الانتصار النهائي على اليونان (?).
وبعد ذلك الانتصار الحاسم ورجوع الحكومة الكمالية الى انقرة زار احمد الشريف مصطفى كمال مهنئاً بالنصر، واحتفلت به الحكومة التركية، ثم ذهب الى طرسوس، وفي أثناء اقامته بها قام مصطفى كمال بجولة تفقدية في انحاء الاناضول، وعرج على ولاية أظنة وأتى خصيصاً لزيارة احمد الشريف، فأقام احمد الشريف لمصطفى كمال حفلة غذاء فخمة حضرها كل من معه من القادة، كما حضرها عموم أعيان البلاد ووجهاؤها، والموظفون، وفي اثناء جلوس الجميع على المائدة وقف مصطفى كمال وقال مخاطباً لقادته الحاضرين باللغة التركية (أيها الأخوان اسمحوا لي لأعرفكم بمن نحن في حضرته، وعلى مائدته نحن الآن في حضرة فخر المسلمين، وحفيد سيد المرسلين، المجاهد السيد أحمد الشريف السنوسي، معلمنا الأول، ومؤسس أول مدرسة في برقة كنا وفدنا إليها، وتلقينا دروس الجهاد، والمقاومة، والدفاع عن النفس، والدين، والوطن بها، وهذا ويشير الى سيادة احمد الشريف، هو الذي غرس في نفوسنا شجرة الدفاع الثابتة، وهو الذي آزرنا في محنتنا القاسية، وشجعنا بافكاره، وآرائه الصائبة حتى نلنا شرفنا، وعزتنا، وانقذنا من براثن الاعداء بلادنا، فله من الحكومة والشعب التركي؛ كمال الشكر، والتقدير، ثم