ساهم احمد الشريف بطلب من مصطفى كمال في إخماد ثورة الاكراد وخرج إليهم وألتقى بشيوخهم ودعاهم الى الوحدة والوقوف صفاً واحداً ضد أعداء الدين، وطلب شيوخ الأكراد من أحمد الشريف أن يقيم وسطهم، ويتولى أمرهم، فامتنع عن ذلك وقال: إنما أنا مجمع ولست مفرق، ومصلح، ولست بمفسد، وسمع الأكراد، وأطاعوا، وأخذ عليهم مواثيق غليظة لوقوفهم مع مصطفى كمال، وبقي في ديار بكر، ونصيبين، وماردين، مدة ستة أشهر حتى تحقق تماماً من تهدأة الثورة.

وفي مدة أقامته في ديار بكر كانت القوات اليونانية تتقدم والقوات الكمالية تدافع، غير أن القوات اليونانية انتصرت في عدة مواقع، وقامت بهجمات خاطفة، وجعلت هدفها، انقرة، فاندحرت القوات الكمالية، أمام الجيوش اليونانية واحتلت الجبهة تماماً، وتحققت حكومة مصطفى كمال من الفشل، وأخلت بلدة أنقرة من كل شيء إلا الجنود (?).

وكانت القوات اليونانية قد استولت على ولاية أزمير وبروسه ومدانيه، وعلى كوتاهيه، واسبارطه، وافيون قره حصار، واسكيشهر، وأخيراً قصدت العاصمة انقرة، حتى لم يبق بينها وبين انقرة إلا عدة كيلومترات، واضطربت الأحوال، وارتبكت حكومة انقرة، وبدأ مصطفى كمال يوالي برقياته المطولة المثيرة الى سيادة أحمد الشريف ويقول لسيادته فيها: تغلب علينا العدو، فاذرعوا الى الله ليدركنا بعنايته، وكانت برقيات مثيرة تأثر منها أحمد الشريف تأثراً بالغاً، ورد أحمد الشريف على برقيات مصطفى كمال وقال له: ثق بالنصر من الله، ويأتيك الغوث إن شاء الله تعالى ثم انتدب إليه رفيقه في جهاده الشيخ محمد عبد الله الزوي، وأعطاه مصحف شريف، وسيف، وبرنوس من ملابسه، الخاصة وقال له: في كتابه الخاص بعثت إليك بمصحف الله تعالى، وسيف النصر، وكسوة العز والفوز إن شاء الله تعالى، فلما وصل مندوبه الى مصطفى كمال وهو في الجبهة على رأس الجيش المستميت على نهر (سقاريا) سلمه الرسالة، وأعطاه الأمانة، فأمر مصطفى كمال بالتعبئة العامة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015