الأخوة الإسلامية وطالب منه المساعدة والوقوف معه، فوافق السويحلي، وأرسل أحمد الشريف قافلة يرافقها الطبيب عبد القادر المصري، ومايزيد عن خمسة وعشرين رجلاً من خيار رجاله، يصحبهم الشيخ محمد بوطريف ومعه كتاب وهدية إلى رمضان السويحلي واشترت القافلة لوازمها من شراء بعض الأمتعة والملابس (?)، وقام نوري باشا بتزويد القافلة بالسلاح والذخيرة، والمؤن، حتى يؤكد لزعماء طرابلس على أن الدولة العثمانية لايمكن أن تتخلى عن أصدقائها، ومناصريها (?).
وعند رجوع القافلة إلى أحمد الشريف تعرضت لهجوم غادر نتج عنه قتل جميع أفراد القافلة، وسرقت الأموال، والمؤونة والسلاح ويؤكد معظم المؤرخين أن رمضان السويحلي دبر أمر القضاء على هذه القافلة واغتصاب أرزاقها، وقتل أفرادها ويذكر العيساوي: (إن السويحلي جهز قوة خفية عن نوري باشا قدرها مائة نفر مسلح، وجعل عليها رئيسين أحدهما يدعى محمد سليمان الجطلاوي والثاني عبد العزيز الدنيخ، وأمر تلك القوة أن تجد في السير لتكمن في وادي
زمزم، وقد نفذت هذه الخطة بدقة) (?)، وفاجأة قوة السويحلي القافلة في منطقة تماد حسان قرب تاورغاء (?).
ويرأى المؤرخ المتعاطف مع رمضان السويحلي محمد مسعود فوشيكة إن المعركة التي انتهت بانتصار جماعة الحداد والعودة إلى رمضان بصناديق النقود، إنما تمت بعلم رمضان نفسه مما جعل بعض المخلصين له يلومونه كثيراً بسبب تجاهله ماضي السيد أحمد الشريف في الجهاد ضد الإستعمار الفرنسي، والغزو الإيطالي لبرقة، وفي عدم مبالاته بالظروف الصعبة التي كان يمر بها وحاجته الماسة إلى المساعدة (?).