أما الشيخ محمد بن حسن عبد الملك المصراتي قاضي مصراته عام 1915م فقد أشار لها بقوله: (كنت أنا ومن معي وقت وقوع هذه النازلة الشنيعة بمعية السيد أحمد الشريف السنوسي، وقد بلغتنا قبل بلوغها بخمسة أيام وكتمنا أمرها حيث أن من حاشيته من يزين له أعمال رمضان، فلو سارعنا بإبلاغها وقتها لقيل لنا أننا مفتنون فوكلنا أمرها للأيام والليالي ... ) (?).
أما الشيخ طاهر الزاوي فيرأى: ( .. أن سياسة الترك مجمعة على كراهة السنوسية، إلا أن بعضهم يجاهر بذلك وينادي بقطع الصلة بهم، وفريق يكتم هذه الكراهة في صدره ويريد أن يسلط بعضهم على بعض لينتقم لنفسه منهم بأيديهم. وقد أراد نوري بماله من النفوذ في مصراته - أن يمد السيد أحمد الشريف بإعانة فأرسل إليه إعانة مالية، وبعض البنادق، ولكن الأتراك الذين لايريدون الصلة بالسنوسية دبروا مكيدة ضد هذه المعونة، فأرسلوا من تربص لمن أرسلت معهم فقتلوهم عن آخرهم، وأخذوا مامعهم من المال. ولم يعلم رمضان بشيء من أمر هذه المكيدة إلا بعد وقوعها .. ) (?).
ويبدو للباحث أن الفعلة الشنيعة، كانت مؤامرة ضد مساعي الصلح التي حرص أحمد الشريف على نجاحها بينه وبين رمضان السويحلي، وأحمد المريض وغيرهم ولذلك خاف الأعداء من حصول الصلح بين أحمد الشريف ورمضان السويحلي، فدبروا تلك المكيدة، والقرائن الكثيرة تدل على أن رمضان السويحلي ألصقت به التهمة، ولايوجد دليل واحد قوي على إثباتها، بل القرائن تدل على عكس ذلك حيث أن رمضان السويحلي كان في تلك الفترة يتلقى الدعم من تركيا وألمانيا بواسطة الغواصات، وأحمد الشريف نائب الخليفة في إفريقيا، قام بتضحية عظيمة وجهاد جليل، خدم به المصالح التركية، كما أن سيرة رمضان السويحلي تدل على أنه من المجاهدين الذين ذادوا عن هذه البلاد إلا أنه له أعداء كثيرون عملوا على تشويه