الحربية وقدرتها القتالية، ومهدت السبيل لطريق الصلح والتفاوض الذي قاده ادريس السنوسي فيما بعد (?).

خامساً: هجرة أحمد الشريف الى تركيا:

وصلت قوات المجاهدين الى الجغبوب، منهكة، متعبة لطول الحروب، فأذن أحمد الشريف للجنود، وقال لهم: من منكم يرغب بالذهاب الى أهله ببرقة، أو الجبل الاخضر، فمعه الاذن، ولم يرخص لبعض المجاهدين، وذهب بعض المجاهدين وقال الباقون والله مانتركك مادمت حياً سواء نحي او نموت (?).

وبادر الانكليز بتهديد احمد الشريف بواسطة ابن عمه ادريس، وطلبوا منه ترك الجغبوب وإلا ضرب قبر جده بالطائرات، واحتلت المدينة واستبيحت للجنود.

غادر احمد الشريف الجغبوب عن طريق الصحراء الكبرى الى جالوا واوجلة، وزلة والجفره، وسوكنه وهون ومن هناك عرج على موقع سلطان بقرب سرت وذلك عام 1335هـ، 1336هـ وكان معه جيشاً جراراً وكانت المجاعة قد ضربت أطنابها في جميع انحاء برقة، وبالرغم من ذلك كان احمد الشريف الضيف الكريم أينما حل، ويقابل في كل موقع بالاكرام والتقدير والتبجيل، وتقدم له جميع المساعدات من الاهالي وكانوا يقدمون له الجزر، والاغنام وكل ماتصل إليه أيدي الأهالي من التمور والحبوب وكان يطلب أشياء من الأهالي ليبتاعها منهم مقابل سندات يقدمها على نفسه، فكانوا يجيبونه بكل ذلك وقد اتصل كل انسان بحقه عندما وصل احمد الشريف الى الاستانة إذ أرسل من هناك مندوباً خاصاً يحمل المبالغ الكبيرة لتسديد تلك السندات وإيفاء كل ذي حق حقه (?) ومن بين من تقدموا لخدمته بصدق واخلاص والحالة هذه سيف النصر شيخ مشائخ اولاد سليمان وأولاده، احمد، وعبد الجليل، وعمر، ومحمد، وقاسم، وقاموا بكل لوازم احمد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015