3. انقطع الشريان الاقتصادي لحركة الجهاد في ليبيا وكان لهذا الانقطاع أثر كبير على المجاهدين وحركتهم.

4. تأثرت نفوس المجاهدين، وشعروا بالندم بما في ذلك السيد احمد الشريف نفسه، ونستدل على ذلك من رسالة له الى سليمان الباروني بمناسبة قدوم الاخير الى طرابلس معيناً من قبل السلطان العثماني والياً على طرابلس، ومما جاء فيها:

( ... إني لو استطعت لقضيت عليهم -الطليان- وطهرت الارض منهم اليوم قبل باكر، وتعرف أيضاً أنه ماتمكن مما تمكن منه إلا بعد حركتنا نحو مصر ولولاها كنا قذفنا به اليوم في البحر، وما كان له أثر ولاخبر ولكن تلك الحركة -الحملة- ولو أنها أفادت الدولة والملة من وجوه كثيرة، وشغلنا بها أكبر عدو لمقام الخلافة ناوأها العديد من السنين، إلا أنها كانت سبباً لنفوذ الطليان الذي لايتألم منه أحد أكثر مما أتألم منه، ولو أن لي به قوة ماتأخرت يوماً عن مناواته ... ) (?).

لقد اعترف السيد أحمد الشريف بخطئه وقال: (يُخيل إليّ أحياناً أنني أخطأت عندما باليت بنداء استانبول ذاك ... ) (?).

5. تغير الوضع السياسي للمجاهدين، ولم يعد المجاهدون من القوة، والاستعداد بالقدر الذي يمكنهم من الصمود، والاصرار على تحقيق مطالبهم، بل اضطروا تحت ضغط الحاجة الى المهادنة، والتفاوض والتنازل، بعدما كانت قيادة المجاهدين صلبة قوية لاتلين، تطالب بشيء واحد فقط هو تحرير الارض والوطن وإجلاء الغاصبين، ولا نقبل في ذلك مهادنة او مصالحة او تفاوضاً إلا على هذا الاساس تحرير البلاد من الغاصبين (?).

6. لقد كانت حملة احمد الشريف ضد الانكليز في مصر كسباً ونفعاً كبيرين للايطاليين، ولأنها زعزعزت قيادة احمد الشريف، وأشعرتها بضعف إمكانياتها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015