ثم حدثني بالله ياسيدي، كيف يستطيع الأتراك غزو مصر ودخولها، وهم الذين أخفقوا في محاولة استرجاع الحجاز، وهل لاتنظر ياسيدي الى السيد ادريس في بلاد اليمن، فهو يحتفظ دائماً باستقلاله، ويتمسك بحياده، وهذا على الرغم مما يفعله الانكليز الذين يحاولون إقناعه بمحاربة الاتراك، ومما يفعله الاتراك الذين يريدونه أن يحارب الانكليز، ولكنه لايريد أن يورط نفسه في شيء من هذا كله.

وكان في إماكنكم، أن تفعلوا مثل هذا، قبل حادث السلوم، وكان في أيديكم الترك والانكليز معاً، ولكن مافائدة الحسرة على الماضي، والندم على مافات إن الذي أريد أن استرعي نظركم إليه هو، العالم الاسلامي، لأن الاسلام يريد أن يعرف، ومن حقه أن يدرك ويفهم فهماً صحيحاً ماتفعلون، وماتريدون، ويجب علينا قبل كل شيء الانتباه الى مافيه فائدتنا، ومايحقق مصلحة بلادنا حتى لاتذهب ضحية لغيرنا) (?).

رابعاً: آثار حملة أحمد الشريف ضد الانكليز على حركة الجهاد:

كان لفشل حملة احمد الشريف آثار سلبية على سير حركة الجهاد في برقة ضد القوات الايطالية نذكر منها؛

1. ضاعت فرصة مواصلة القتال ضد الايطاليين، في فترة إنشغالهم بمعارك الحرب العالمية الاولى في أوروبا، وقواتهم في ليبيا محاصرة في المدن الساحلية، وغير قادرة على الحركة وتقديم المساعدة.

2. تزعزت العلاقات الروحية التي كانت تربط أحمد الشريف بالقبائل المصرية بسبب المواجهة بين الطرفين وسقوط القتلى من كل جانب، لأن الجيش البريطاني كان يضم رجالاً من ابناء تلك القبائل، وضعف تعاطف المصريين مع القضية الليبية، وتضررت الزوايا السنوسية في صحراء مصر، وتحطم نفوذها السياسي والديني، وتشجع الانكليز على اتخاذ موقف مناوئ ومعادٍ لهم (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015