قوبل طلبه بالرفض الشديد من قبل أحمد الشريف، ترك معسكره في مساعد، وتوجه الى الجبل الأخضر، وأشاع بين الناس، بأن المنفذ الوحيد لسكانه مع مصر سيغلق أن استمر احمد الشريف في سياسته المعادية لبريطانية، وبالتالي، فإنهم سيجدون أنفسهم، وقد أحكم الطوق عليهم من الشرق والغرب.
لقد تلاقت أهداف الانكليز مع تمنيات السيد ادريس، حين عرضوا على هذا الاخير الصلح والاعتراف بإمارته، هو على برقة والجبل الاخضر، نظير طرد نوري ومن معه من الضباط الاتراك، وإقناع ابن عمه بمغادرة المنطقة في المرحلة الاولى (?).
وقد وضحت أهداف ادريس في رسالته التي أرسلها الى أحمد الشريف في 25 صفر 1335هـ، الموافق 21 ديسمبر سنة 1916م وجاء فيها:
(هل لا تنظر الى ماحدث للشريف حسين أمير مكة، الذي عينه الاتراك، ثم وجد تحقيقاً لمصلحة بلاده أن ينقلب عليهم، ثم أرغم على الوقوف خصماً، فأعلن استقلال البلاد، ووافقت الدول المتحالفة على ذلك، ونودي به ملكاً على العرب، وهو الآن يبذل قصارى جهده في إدارة شؤون بلاده، فيؤسس المجالس وينشئ الادارات والمصالح، ولو أنه قبل أن يدخل الحرب الى جانب الاتراك لكان الحلفاء الآن يحتلون مملكته، كما احتلوا البصرة، العراق، ومناطق اخرى.
فالملك حسين كون جيشاً كبيراً الآن، ويريد احتلال الشام، وأرسل إليه الضباط وجاءت المدفعية من مصر، ووصله كل مايحتاج إليه للقيام بحركة واسعة، وأذاع في العالم الاسلامي، أنه لايريد بالاسلام شراً، وإنما يعمل فقط ضد جماعة الاتحاد والترقي، ويذكر في خطبه اسم الخليفة العثماني، وهو الخليفة المعتد، والذي فقد كل سلطة بفضل القيود التي فرضها عليه أولئك الذين أحاطوا به من كل جانب من هؤلاء الاتحاديين، وقرر العرب المحافظة على شرفهم والذود عنه ضد هؤلاء الجماعة أيضاً. فأقاموه ملكاً.