كان رأي الأمير ادريس السنوسي بأن الحرب ضد بريطانيا لاتحقق أية نيتجة، وعلى السنوسيين استغلال الظروف الدولية، لتحقيق استقلال ليبيا، وكان يرى أن بريطانيا هي المؤهلة لأن تأخذ على عاتقها انجاز هذا الأمر، أما أحمد الشريف فيرى أن حميته الدينية، وغيرته الاسلامية تمنعه من الوقوف مع الانكليز ضد تركيا.
لقد كانت علاقات الانكليز بالسيد ادريس ودية منذ البداية، واستمرت العلاقات بين الطرفين تنمو وتزدهر طول عام 1913م، وفي بداية عام 1914م، تجددت عندما توجه إدريس السنوسي الى الحجاز لأداء فريضة الحج، فمر في طريقه بمصر وقوبل بالاحترام والتبجيل، من قبل حسين كامل، السلطان النائب عن الانكليز في مصر، وحملته باخرة خاصة الى حيفا، ومنها الى الأراضي المقدسة، وفي طريق عودته لقي من الاحترام والتبجيل الزائد عن المرة الأولى، واجتمع مع اللورد كتشنر، قائد القوات الانكليزية في مصر، ومن ثم نقل بطرد بريطاني الى السلوم، حين جرى له وداع رسمي على الحدود، وكان أحمد الشريف قد كلف ادريس السنوسي تبليغ قبائل حرب والبالغ عدد مقاتليها ثمانون ألف والتابعة للحركة السنوسية أن تعمل ضد الانكليز وأعوانهم في مصر والحجاز، وكان جواب ادريس بعد رجوعه من الحج الى السيد أحمد الشريف بأن القبيلة أجابته: (لم يصبنا أي أذى من الانكليز، فهم عدول وكرام، وأغنياء، بينما نجد الترك متصفين بالظلم والقهر والترفع)، وعليه فلا داعي للدخول معهم في أية معارك.
وقد كشفت الوثائق البريطانية رقم 2139، 2147، 2478، التي نشرت أن ادريس قد بلغ القبيلة بأنه يؤيد وجهة نظرهم، وأنه يحب الانكليز ولايود أن يرفع سيفه ضدهم.
وقد انعكست نتائج تلك الزيارة على علاقة ادريس بإبن عمه السيد أحمد، إذ مالبث السيد ادريس، أن أعلن أنه لايوافق على بقاء الاتراك في القوات الوطنية، وطلب من أحمد الشريف ضرورة الحفاظ على العلاقات الانكليزية السنوسية، ولما