3. ذهبت وعود الاتراك والألمان أدراج الرياح، ولم تستطع الغواصات الألمانية أن تقوم بالدور المنوط بها لتزويد المجاهدين بأدوات الحرب ومعداتها.

4. إن التوقعات التي كانت محتملة عن قيام الشعب المصري بثورة عارمة ضد الوجود البريطاني في مصر ذهبت أدراج الرياح حيث استطاعت بريطانيا تفريغ شحنات الغضب الشعبي بوعودها وأموالها الطائلة، وبمنحها الجاه والسلطان للعديد من كبار المصريين، كما أن ثورة علي دينار في دارفور بالسودان جاءت متأخرة (اكتوبر - نوفمبر 1916م) فسهل القضاء عليها، وبعد فشل حملة جمال باشا الشرقية على قناة السويس، وفشل حملة احمد الشريف الغربية عبر حدود مصر، ومن ناحية أخرى فإن الكثير من مشائخ وأعيان الجهات الجنوبية والغربية من مصر (اسيوط، الفيوم، مثلاً ... ) لم يناصروا حركة الجهاد ضد الانكليز.

5. اختيار نوري باشا لمكان العمليات قرب البحر مكن للانكليز من استغلاله وبعث المزيد من الحملات بسرعة عاجلة، كما أتاح الفرصة لبحريتهم، فشاركت في المعارك، لقد كان ميدان المعارك في الجبهة الشمالية محصوراً بين البحر وعقبة السلوم بما لايتجاوز الثماني كيلومترات عرضاً، فوجدت بذلك قوات المجاهدين نفسها مقيدة الحركة (?).

6. كان لفشل جمال باشا قائد الجيش التركي في الشام في حملته على قناة السويس أثر كبير في هزيمة قوات احمد الشريف؛ لأن الانكليز قد انتهوا من الحرب على حدود مصر، فتفرغوا للحرب على حدودها الغربية، وجندوا جميع امكانياتهم لها.

7. إن ميزان القوى كان منذ البداية لصالح الانكليز، فالقوات المجاهدة كانت منهكة نتيجة صراعها مع ايطاليا الذي دام فترة طويلة (من سنة 1911م الى آخر سنة 1915م) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015