وفي سيوة لحقت القوات الانكليزية بالمجاهدين وحصلت بينهم معركة كبيرة بتاريخ 8 فبراير 1917م، دامت نحو يوم كامل، وكانت معركة فاصلة جهز لها الانكليز كل إمكانياتهم لقتال وهزيمة وإفناء المجاهدين الذين دافعوا دفاعاً مستميتاً وانسحبوا من سيوة الى الجنوب على مسيرة ثلاثة أيام (?) وكان وصولهم إليها في شهر فبراير 1917م وحاول الانكليز مطاردة قوات المجاهدين المنسحبة الى الغرب نحو الجغبوب وبالقرب منها دارت بينهما آخر معركة في تلك الحرب وهي معركة (قرب) إحدى ضواحي الجغبوب (?) ولم يستطع الانكليز مواصلة السير، وألتجأوا بعد ذلك الى الوسائل السياسية، وكان قبل وصول أحمد الشريف الى الجغبوب قد أرسلوا إليه رسالة مطولة وهذا نص رسالة الجنرال السير جون مكسيول القائد العام لجنود جلالة ملك بريطانيا العظمى:
مصر في 4 جمادى الأولى سنة 1334هـ الموافق 8 مارس سنة 1916م حضرة صاحب السيادة الاستاذ أحمد السنوسي الكبير تحية وسلاماً وبعد فقد وصلني كتابكم المرسل بيد رسولكم موسى وليس لي ان أرد عليه عما قلته في كتبي السابقة، إني كنت دائماً أحذركم من خطر الاصغاء الى نصائح نوري بك، وجعفر وغيرهما لأن مصلحة هؤلاء تناقض مصلحتكم على خط مستقيم، فإنكم بالاصغاء الى نصائحهم قد أثرتم حرباً على مصر ونسيتم جميل بيت محمد علي باشا الكبير الذي يمثله صاحب العظمة السلطان حسين سلطان مصر الحالي.
إنكم تعديتم الحدود ودخلتم الاراضي المصرية برجال مسلحين ومدافع وقد أطلقتم نيرانكم على العساكر المصرية والانكليزية، وأظهرتم بكل جلاء ووضوح أن مقاصدكم عدائية.
تقولون أني صدقت مقالة سنوبك ولم أصدق ماقلتموه أنتم فما هو الصحيح؟
إن جماعات من المحافظية المسلحين كانت على الدوام تأتي الى الأراضي