وكان من أثر معركة العقاقير التي أسر فيها القائد التركي جعفر باشا أن تشتت شمل القوات الشمالية للحملة، واستطاع الانكليز مطاردة فلول قوات المجاهدين، وتعقبتهم السيارات المدرعة متوغلة في برقة الى ماوراء بئر واعر، لقد كانت معركة العقاقير تمثل، نتيجة حملة أحمد الشريف على مصر، واستمرت القوات الانكليزية تطارد فلول المجاهدين، فوقعت معركة بقبق شرق السلوم انتصر فيها الانكليز، الذين احتلوا بعد ذلك معركة السلوم (?)، ودخل الانكليز الاراضي الليبية ووصلوا بئر حكيم في جنوب غرب طبرق واستطاعوا تخليص الأسرى الانكليز وكان عددهم 92 بحاراً بعد ان أبادوا قوات الحراسة (?)
أما قوات المجاهدين في الجنوب كان يقودها اللواء محمد صالح حرب تحت إشراف احمد الشريف زحفت هذه القوات جنوباً وتمكنت من احتلال الواحات البحرية، والفرافرة والداخلة، وانضم إليها كل من كان بهذه الواحات من الموظفين المصريين، وكذلك الضباط والجنود، واتصل محمد صالح حرب بشيوخ العرب في المنيا، واسيوط والفيوم، ولم تعط هذه الاتصالات نتائج مشجعة، وبدأت قوات الانكليز تتزايد وتتكاثف بعد أن صدت الحملة العثمانية الشرقية على قناة السويس، وفشلت ثورة السلطان علي دينار في منطقة دارفور، واضطر المجاهدون للانسحاب من الواحات الداخلة الى الغرب جنوب سيوه والجغبوب، وكان لاعتماد الانكليز على الطائرات العسكرية في عمليات الكشف والاغارة، واستخدام قواتهم العسكرية للسيارات المصفحة والمدرعة والمزودة بالمدافع السريعة الطلقات أثر كبير في قلب ميزان القوى لصالحهم (?).
وتمكنت قوات المجاهدين من الوصول الى واحة سيوة في أمان تام، وكان أول ماعني به قائد المجاهدين محمد صالح حرب في سيوة هو إرسال التمور الى الجغبوب ليتزود به المجاهدون هناك (?).