بتلك الحرب، اتجهت نية ضباط تشكيلات مخصوصة إلى الخلاص من أحمد الشريف، وأعدت انقلاباً ضده، وتفجير خيمته، ووضع بديل له من العائلة السنوسية، يكون أسهل انقياداً وانصياعاً لمخططات هذه المنظمة، وتمّ اعداد المؤامرة إلا أنه اكتشف أمرها، وألقى القبض على المتهمين، وأمر أحمد الشريف البقية من مهاجري طرابلس بأن يسافروا إلى بلادهم بسرعة للإنضمام إلى الشيخ محمد سوف، وأنذر أحمد الشريف من يخالف أوامره بالإعدام، فنفذت كاملة، وهدأت الحالة وكان ذلك في شهر فبراير عام 1915م (?) ووصل الأمر بأن أتهم أحمد الشريف بأنه ممالئ للإنجليز سراً وفي مقابلة مع أحمد الشريف قام بها الضابط المصري محمد صالح حرب قبل نشوب الحرب سأل الأخير أحمد الشريف عن حقيقة موقفه، فأجابه: ( ..
إن الأتراك إنما يريدون أن يورطوه في حرب مع الإنجليز قبل أن يستعد لها، وأنه لايمالئ الإنجليز محبة فيهم أو تقرباً منهم، ولكن مصر هي الباب الوحيد المفتوح الذي تأتيه منه الأرزاق التي يستطيع بسببها متابعة القتال ضد الطليان، فإذا قفل هذا الباب تحرج موقفه، وأنه لم يستدع الأتراك إلى ليبيا إلا ليجلبوا معهم الامدادات الكافية والتي يكون فيها الغناء عن ذلك المفتوح، ولكن هؤلاء حضروا وليس معهم أية امدادات أو أرزاق أو مال، ومع ذلك فهم يطلبون منه كل يوم القيام بحركة ويلحون في هذا الطلب، مع العلم أن بدء الحركة قبل أن يحين الوقت الملائم يعود بالشر والبال على الجميع، وختم السيد أحمد قوله: (وإني أصرح لك بأنه لاسلاح ولا ذخيرة، ولا مال ولا أرزاق كافية لدينا، وأنا ليس في نيتي أن أحارب الإنكليز) (?).
استمر ضباط منظمة تشكيلاتي مخصوصة في مهمتهم الرئيسية لإقحام احمد الشريف في حرب ضد الانكليز -وقد اعترف نوري باشا بأنه صار مرغماً بسبب سكوت أحمد الشريف على تدبير المخطط لفصم العلاقات القائمة بينه وبين