الانكليز وبادر الاتراك سرياً بمهاجمة المراكز البريطانية، وزوروا أوامر أحمد الشريف الى ضباط العرب وعساكرهم ووقع ماوقع (?)، وأرسل الاتراك سعاة الى مصر يقولون أن احمد الشريف يأبى الزحف الى مصر مداراة للانكليز مع أنه حضر من الاستانة لأجل اعداد حملة على مصر وإنقاذها من أيدي الانكليز، فصارت تتوارد من مصر الرسل الى أحمد الشريف تعاتبه على موقفه هذا (?).
وعلى العموم فإن الأمور تلاحقت، وتتابعت الحوادث على الحدود بفعل التأثيرات الشديدة للحرب وضغوطها على الجانبين، فلم يكن بمقدور أحمد الشريف صد تيار الانجراف، فحدث ماحدث دون أن تكون له سيطرة على زمام الأمور، وحاول الانكليز تدارك الموقف بالطرق الدبلوماسية، تجنب العنف والصادم مع السنوسيين، تقليلاً لعدد خصومهم وأعدائهم، في وقت كانت الحرب العالمية الأولى على أشدها، فاتصلوا بالسلطان حسين كامل (سلطان مصر) وأطلعوه على ماجرى وراء الحدود، ورجوه أن يعمل للاصلاح والتوفيق ولإقناع أحمد الشريف بالتزام الحياد، والتنبيه الى خطورة الاستماع الى الاتراك والألمان، فأرسل السلطان حسين كامل وفداً برئاسة محمد الشريف الادريسي نجل عبد المتعال بن احمد بن ادريس، وكانت معهم رسائل من السلطان حسين كامل، ومن السير ماكمهون نائب ملك الانكليز في مصر، ومن الجنرال ماكسويل قائد الجيش الاحتلال البريطاني في مصر، وتدور الرسائل حول فكرة النصح للسيد احمد الشريف بالتزام الحياد (?).
وهذا نص الرسالة التي ارسلها الجنرال السير جون مكسويل القائد العام لجنود جلالة ملك بريطانيا العظمى:
مصر في 3 ديسمبر سنة 1915/ 25 محرم سنة 1334هـ
حضرة الاستاذ الأعظم السيد أحمد الشريف السنوسي الخطابي الادريسي الحسني دام وجوده الكريم