غنموها من الطليان في ميناء السلوم، وحرصوا على أن تكون العلاقة بينهم وبين السنوسيين جيدة، فكانوا يبعثون الهدايا والكتب ومعها رسائل الإحترام والتقدير لشخصه وبلاده، كما أن أحمد الشريف نفسه كان يجامل المسؤولين الإنجليز لتأمين حدود بلاده وسلامتها أولاً ثم لقضاء حاجياته من مصر، فقد كانت تصنع فيها ألبسة رجال جيشه وكان بعض العتاد والذخائر يصل إليه منها (?).
كان أحمد الشريف مشفق من التورط في أمور هو في غنى عنها في ذلك الوقت بالذات، ولذلك فقد طلب من الشيخ محمد سوف المحمودي الذي وصل من تركيا أن يسافر برجاله إلى طرابلس، وأن يقيم معسكراً بمجرّد وصوله إلى هناك لمواصلة حرب الإيطاليين، وقد منحه أحمد الشريف رتبة بكباشي شرف تقديراً لشخصه وجهاده، وأطاع الشيخ سوف الأمر وسافر برجاله إلى طرابلس وذلك في أوائل شهر يناير سنة 1915م.
إلا أن منظمة تشكيلات مخصوصة وهي تابعة للمخابرات العسكرية العثمانية يعرفها البعض: (بأنها منظمة عثمانية سرية غامضة مهمتها الأساسية الأمن الخارجي للأمبراطورية العثمانية، ومكافحة التجسس الأجنبي عليها وكان لمعظم المنتسبين إليها الصفة العسكرية (?). حاولت هذه المنظمة أن تجعل من أحمد الشريف أداة طيعة تستغلها حسبما تمليه مصالح الإمبراطورية العثمانية، وليس حسبما تقتضيه مصالح ليبيا والمتمثلة في تحريرها من الاستعمار الإيطالي، وكانت الحكومة التركية قد أرسلت بعض أنصارها الذين هم من ولاية طرابلس الغرب وكانوا قد هاجروا إلى تركيا بعد فشل المجاهدين في معركة جندوية سنة 1913م وكان من هؤلاء الشيخ سليمان الباروني، عضو مجلس المبعوثان وزعيم الجهاد الطرابلسي في الفترة الأولى 11/ 1913م وكان الشيخ الباروني: (عثماني الميول وهو على علم بالمخطط التركي لغزو مصر، وإعداد حملتين لها شرقية وغربية وإخراج الإنجليز منها، ثم تحرير