من إمبراطور ألمانيا إلى أحمد الشريف، ويحمل نيشاناً رفيعاً منحه الإمبراطور إليه، كما وصلها أيضاً جعفر العسكري (?).

وكان هؤلاء الضباط مستائين من سياسة أحمد الشريف تجاه الإنجليز، لأن ذلك يخالف أغراضهم التي جاءوا من أجلها، وبذل نوري باشا ورفقائه جهوداً مضنية للتأثير على أحمد الشريف كي يهاجم الإنجليز، فاخفقوا أمام إصرار أحمد الشريف عن الإمتناع، ووصلت عدة كتابات من أنور باشا يبين فيها للسيد أحمد الشريف فوائد الصدام مع الإنجليز والاصطدام بهم ورد عليه أحمد الشريف بتقرير بتاريخ 29 صفر سنة 1335هـ جاء فيه: ( ... حرب ياتيك (يقصد به حرب الطليان)، وحرب تاتيه (يقصد بها حرب الإنجليز)، فالحرب الذي ياتيك يجب عليك مدافعته باي حالة كانت، والحرب الذي تاتيه يجب عليك الإستعداد له) (?).

ويوضح تقرير أحمد الشريف أنه مهتم بأمر حرب الطليان الذين جاءوا إلى أرضه، وأنه يجب عليه أن يركز جهوده عليها من أجل تحرير بلاده، وفي نفس الوقت فهو غير مستعد لإعلان حرب جديدة لاقدرة له عليها، ولاتسمح له ظروفه الحربية، والسياسية، والإقتصادية القيام بها.

وهناك سؤال يطرح نفسه في نص تقرير أحمد الشريف وهو ماذا يقصد بعبارة (يجب عليك الاستعداد له) إن أحمد الشريف يؤكد لأنور وزير الحربية من خلال هذا التقرير أنه يجب الاستعداد لهذه الحرب، إن أحمد الشريف كان لايريد الدخول في حرب إلا مع أعدائه الإيطاليين المحتلين للأراضي الليبية وخصوصاً أنه يريد أن يحافظ على علاقته الجيدة مع الإنجليز الذين كانوا قد تركوا السنوسيين وشأنهم ولم يعتدوا عليهم، " وكان حيادهم على جانب عظيم من الأهمية بالنسبة لحركة الجهاد لأن جميع ذخائر المجاهدين في الجبهة الشرقية كانت تأتي من مصر حيث كانوا يتمتعون بعطف الشعب كله " (?) وقد ترك الإنجليز المجاهدين يبيعون الأسلاب التي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015